والسمت الحسن والأخلاق الكريمة - تباين مقابلة كتباين النقيضين كالعدم والوجود، والنفي والإثبات. أو الضدين " (١).
* حث العلماء على التزام الصمت والتحلي بحسن السمت:
وقد حث كثير من العلماء على حسن السمت، والتزام الصمت فإن ذلك من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم عامة وطالب العلم خاصة، فمن العلماء الذين حثوا على ذلك ابن عبد البر ﵀ في كتابه " جامع بيان العلم وفضله " يقول:
" وأحسن ما رأيت في آداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤ من الرجز وبعضهم ينسبه إلى المأمون، وقد رأيت إيراد ما ذكر من ذلك لحسنه، ولما رجوت من النفع به لمن طالع كتابي هذا نفعنا الله وإياه به، قال:
فالتمس العلم وأجمل في الطلب ... والعلم لا يحسن إلا بالأدب
والأدب النافع حسن السمت ... وفي كثير القول بعض المقت
فكن لحسن السمت ما حييتا ... مقارفًا تحمد ما بقيتا
وإن بدت بين الناس مسألة ... معروفة في العلم أو مفتعلة
فلا تكن إلى الجواب سابقًا ... حتى ترى غيرك فيها ناطقًا
فكم رأيت من عجول سابق ... من غير فهم بالخطأ ناطق
أزرى به ذلك في المجالس ... عند ذوي الألباب والتنافس
والصمت فاعلم بك حقًا أزين ... إن لم يكن عندك علم متقن
وقل إذا أعياك ذاك الأمر ... مالي بما تسأل عنه خبر
فذاك شطر العلم عند العلما ... كذاك ما زالت تقول الحكما
_________
(١) " أضواء البيان " الشنقيطي (٣/ ٣٨) ط: دار الفكر - بيروت لبنان، ١٤١٥ هـ/ ١٩٩٥ م.
1 / 25