Perang Negara Rasul (Bahagian Pertama)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Genre-genre
صلى الله عليه وسلم : لو كان شيخك - أو لو كان الشيخ أبوك - حيا، فأتانا فيهم لشفعناه. وفي رواية: لو كان مطعم حيا وكلمني في هؤلاء النفر. وفي رواية: في هؤلاء النتنى، لتركتهم له.»
أما تبرير ممكنات إطلاق مشركين لم يؤمنوا، بشفاعة المطعم، والاستجابة لإجارته، فلأن «المطعم كان قد أجار النبي لما قدم الطائف، وكان من سعى في نقض الصحيفة.»
20
وفي السيرة أن «أبا عزة بن عبد الله» كان في الأسر، فقام يتزلف النبي بمديحه شعرا، ثم طلب منه أن يمن عليه ويطلقه، لأنه صاحب حاجة وذو بنات، فأفرج عنه، فلما ذهب إلى مكة قال: سحرت محمدا وعاد يهجوه، حتى وقع بعد ذلك أسيرا يوم أحد، وكان الأسير الوحيد في تلك الوقعة، فعاد للمديح وطلب العفو والمن، فأجابه النبي «لا أدعك تمسح عارضيك وتقول: خدعت محمدا مرتين، ثم أمر به فضربت عنقه. ويقال إن فيه قال رسول الله: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.»
21 (2) مزايدات
وعليه، يمكن بالقراءة الموضوعية، أن يستكشف المتابع ظروفا أدت إلى وقعة بدر، وصاغت دقائق أحداثها، وحتمت نتائجها، وأن يقرأ دور الجهد البشري في توجيه مجموعة العناصر المكونة للمقدمات والنتائج، ودورها الجدلي مع قواعد التطور الاقتصادي ومن ثم المجتمعي، كما يمكنه ببساطة وإنصاف، أن يقرأ دور التنظيم والتخطيط الواعي من قبل البشر لدفع ذلك التطور نحو غايته، والوقعة البدرية نحو نتائجها. وأثناء ذلك سيلمح لونا من المزايدة التي ترقى بالحدث الموضوعي من مستوى الواقع إلى فضاء الأسطورة، أو هي على الأصح تهبط بالأسطورة لتغطية أرض الواقع، أو هي على التدقيق تفلت بحدث الواقع خارج دائرة الفعل الطبيعي والقدرات البشرية. وهي المزايدات التي ربما كانت إسهاما أسهم به الرواة زمن الحدث، كل حسب ممكناته، وربما كانت إسهامات إضافية أضيفت زمن تدوين كتب السير والأخبار، وربما كانت مزايدات من أقوام كالمؤلفة قلوبهم والطلقاء لإثبات خلوص الإيمان. وقد كان الوعد بنزول الملائكة من وراء الكون المنظور إلى بقعة بدر لنصرة المسلمين، أحد أهم العوامل التي ساعدت على إعطاء الخيال الإنساني مساحة واسعة للمزايدة، فإن هبطت الملائكة، فلا بأس إذن من حدوث أي خارق آخر.
لقد بدأت الروايات ملتصقة بالمقبول، وبواقع الحدث كما حدث. وهو ما يمكنك تلمسه في تلك الروايات مع بداية قصها للواقعة البدرية. فهذا - مثلا - أول شهيد مسلم مهاجر في بدر «عبيدة بن الحارث»، الذي بارز «عتبة بن ربيعة»، فحمله رفيقاه «حمزة» و«علي» إلى رسول الله «واحتملا صاحبهما عبيدة، فجاءا به إلى أصحابه، وقد قطعت رجله فمخها يسيل. فلما أتوا بعبيدة إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال: ألست شهيدا. قال: بلى. فقال عبيدة: لو كان أبو طالب حيا لعلم أني أحق منه حيث يقول:
ونسلم حتى نصرع حوله
Halaman tidak diketahui