Perang Negara Rasul (Bahagian Pertama)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Genre-genre
صلى الله عليه وسلم
بتأمين الحد الأدنى من التآلف الداخلي، بمصالحة الأوس والخزرج ثم مؤاخاة المهاجرين والأنصار. أما على المستوى الإيماني فقد صارت الأخوة الإسلامية ضربا للفرقة التي سببتها العصبية القبلية، بحيث صار خارجا على جماعة المؤمنين من فضل أخاه في القبيلة والعشيرة، على أخيه في الإسلام، وهو ما نشهد له نماذج بالغة القوة، ربما كان أبلغها ما أضاء تحت غبار وقعة بدر الكبرى؛ فبينما كانت قريش تخشى إراقة دم أحد من أبناء العم أو الخال من المهاجرين، كان المسلمون يحاربون غير هيابين ولا مبالين في هذا السبيل بأحد من الأقارب، وهو ما عبرت عنه الآيات الكريمة بقولها:
لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم (الأنفال: 63).
ويحكي ابن هشام في سيرته «أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، حين أقبل بالأسارى من بدر، فرقهم بين أصحابه ... وكان أبو عزيز بن عمير أخو مصعب بن عمير في الأسارى، فقال أبو عزيز: مر بي أخي مصعب بن عمير، ورجل من الأنصار يأسرني. فقال: شد يدك به، فإن أمه ذات متاع ولعلها تفديه منك ... فقال له أبو عزيز: يا أخي هذه وصاتك بي؟! فقال مصعب: إنه أخي دونك.»
33
أما المدى الذي بلغه أمر تلك الأهمية والأخوة الدينية، فيظهر واضحا في رد «أبي حذيفة بن عتبة» على النبي
صلى الله عليه وسلم ، وهو يوصي قبل معركة بدر مباشرة: «من لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ... ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله.» فكان رد «أبي حذيفة» الذي لا يستثني من الأممية أحدا «أنقتل أباءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألحمنه السيف.»
34
والأمثلة كثير، سردها إطالة لا حاجة لها، لكن الدرس المأخوذ هنا، هو أنه بينما كانت مكة تتفكك قبليا لصالح الشكل الطبقي، كانت يثرب تتوحد إيمانيا وطبقيا، وتذوب في مستوى مادي متقارب، كناتج للتوزيع العادل للغنائم، لتشكل نواة الدولة المقبلة.
Halaman tidak diketahui