<67> قال الخزري، وهل للعبرانية فضل إلى اللغات، وهي أكمل وأوسع نرى ذلك عيانا؟
<68> قال الحبر، عرضها ما عرض حامليها، ضعفت بضعفهم، وضاقت بقلتهم، وهي في ذاتها أشرف نقلا وقياسا. أما النقل فإنها اللغة التي أوحى بها إلى .. و.. وبها تلافظا كما يدل على ذلك اشتقاق .. من .. و.. من .. و.. من .. و.. من .. و.. من .. و.. من .. مع شهادة التوراة ونقل الكافة إلى .. إلى .. إلى .. وأنها لغة ..، وبه تسمت عبرانية لأنه بقي عليها وقت ال.. وتشتت الألسنة وقد كان ... سريانيا في .. لأن السريانية لغة .. وكانت له العبرانية لغة خاصة .. والسريانية .. لذلك حملها .. إلى العرب العرابة، فصارت هذه الثلث لغات متشابهة السريانية والعربية والعبرانية في أسمائها وأنحياها وتصاريفها. وأما فضلها قياسا فباعتبار القوم المستعملين لها فيما احتيج إليه من المخاطبة لا سيما مع النبوة الشائعة فيهم والحاجة إلى الوعظ والأغاني والتسابيح، وملوكهم مثل ... و.. و.. و.. أيمكن أن تنقصهم عبارة عند حاجتهم إليها عن شيئ كما تنقصنا نحن اليوم لذهاب اللغة عندنا؟ أرأيت وصف ال.. لل.. وال.. وال.. وغير ذلك إذ احتاج إلى أسماء غريبة؟ ما أكمل ما وجده وما أجمل انتظام الوصف. وكذلك أسماء الأمم وأصناف الطيور والأحجار، واعتبر تسابيح ..، وشكاوى .. وجدله مع أصحابه، ووعظ ... ووعده ووعيده وغيرهم.
<69> قال الخزري، غايتك في هذا وغيره أن تسويها مع غيرها من اللغات في الكمال، فأين الفضيلة الزائدة؟ بل يفضلها غيرها بالأشعار المنظومة المنطبقة على الألحان.
<70> قال الحبر، قد تبين أن الألحان مستغنية عن وزن الكلام وأن بالفراغ والملأ يقدر أن يلحن ... بلحن ... هذا في الألحان ذوات الأعمال. وأما القرضيات المهتوتة الانشادية التي فيها يجمل النظام فاختصرت لفضيلة هي أرفع وأنفع.
<71> قال الخزري، وما هي؟
<72> قال الحبر، لأن المقصود من اللغة تحصيل ما في نفس المخاطب في نفس السامع. وهذا القصد لا يتم على كماله إلا بالمشافهة لأن للمشافهة فضلا على المكاتبة. وكما قيل ... لما يستعان بالمشافهة بالوقوف في موضع القطع، والتمادي في موضع الوصل، وبتشديد النطق وتليينه، وبإشارات وبإيماءات من تعجب وسؤال وخبر وترغيب وترهيب وتضرع، وحركان تقصر عنها العبارة الساذجة. وربما استعان المتكلم بحركات عينيه وحواجبه وجملة رأسه ويديه ليفهم السخط والرضا والتضرع والتجبر على المقادير التي يريد. وفي هذه البقايا التي تبقت لنا من لغتنا المخلوقة المخترعة دقائق ولطائف انطبعت فيها لتفهيم المعاني ولتقوم مقام تلك الاستعمالات المشافهية وهي ال.. التي يقرأ بها ال... يشكل فيها القطع والوصل ويفصل مواضع السؤال من الجواب والابتداء من الخبر والحفز من التواني والأمر من الرغبة يحتمل أن تؤلف في ذلك تواليف. فمن يكون هذا غرضه فإنه لا محالة يدفع المنظوم. لأن المنظوم لا يمكن إنشاده إلا بطريقة واحدة، فيصل على الأكثر في موضع الفصل، ويقف في موضع الوصل، ولا يمكن التحفظ من هذا إلا عن تكلف كثير.
<73> قال الخزري، بحق دفعت فضيلة سماعية بجنب فضيلة معنوية لأن النظم يلذذ المسموع. وهذا الضبط يحصل المعاني لكني أراكم معشر اليهود ترومون فضيلة النظم وتحكون غيركم من الأمم وتدخلون العبرانية في أوزانها.
<74> قال الحبر، وهذا من تكلفنا وخلافنا، أما كفى أطراحنا لهذه الفضيلة المذكورة إلا أنا نفسد وضع لغتنا التي وضعت للألفة فنردها للشتات.
<75> قال الخزري، وكيف ذلك؟
<76> قال الحبر، ألم تر مائة رجل يقرون ال... كأنهم شخص واحد، يقطعون في آن واحد ويصلون قراءتهم كواحد؟
Halaman tidak diketahui