عندما يأتي الربيع إلى الحياة قادما من الأعماق،
يتعجب البشر وتحلق من عقولهم كلمات جديدة،
يرجع الفرح من جديد،
وينطلق الشعر والغناء في زينة الأعياد.
تجد الحياة نفسها في انسجام الفصول،
كي تصحب الطبيعة والروح وجداننا على الدوام،
ويصبح الكمال واحدا في عقولنا.
هكذا تجد نفسها معظم الأشياء، وأغلبها يأتي من الطبيعة.
إن الشاعر يتجه بفكره إلى الطبيعة، والطبيعة تغلب على كل هذه القصائد المتأخرة، وكأنها هي التي تشعر وتفكر له بدلا من الذات الغائبة التائهة في ليل الجنون. ولهذا يندر أن تحس فيها بعذابه الشخصي، بقدر ما تحس بالنظام الكوني الذي يهيمن على كل شيء ويبارك كل شيء ويضفي عليه الراحة والسلام. ويظهر هذا في لغة الأصل التي تعجز الترجمة عن نقلها، فهي حريصة على تجانس الإيقاع في القافية والبريق الهادئ الذي يشع من الصور المتنوعة، والضوء الذي ينبعث من وجدان تقي لا يسأل ولا يشكو ولا يتشكك ... لقد دحض الربيع كل هموم الإنسان. وإحدى قصائد الربيع تعبر عن هذا حين تقول:
ينسى الإنسان هموم روحه،
Halaman tidak diketahui