44

Hikmah Mutacaliya

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

1981 م

Wilayah-wilayah
Iran
Iraq

ظاهر ما تحته الامكان الأسفل فإنه باطن الماء والهواء مع الانفصال الواقع بينهما فليس للمتمكن الواحد مكان واحد متصل وليس للمحاط شئ من مكانه الطبيعي ويمكن الجواب عن هذا بما لا يخلو عن قصور وعمده ما وقع الاحتجاج به لأصحاب السطح ان المكان لو كان بعدا يلزم اجتماع بعدين متماثلي المهية من غير امتياز ومتى اجتمع المثلان في مادة واحده فليس بان يكون أحدهما عارضا والاخر غير عارض أولى من أن يكون كلاهما عارضين أو أحدهما عارضا للاخر فالكل يوجب ترجيحا بلا مرجح.

والجواب منع اتحادهما بالمهية النوعية وربما احتجوا بان تجويزان بين طرفي الاناء شخصان من البعد مع أن المهية واحده والإشارة واحده تجويز كون الشخص الانساني المشار إليه شخصين بل ليس بان يكون شخصين أولى من أن يكون أشخاصا كثيرة بل غير متناهية.

والجواب بعد المنع المذكور ان وحده الشئ بوحده آثاره ولوازمه وأسبابه فإذا كانت واحده كان واحدا وإذا تعددت كان متعددا وآثار البعد ولوازمه غير آثار الجسم ولوازمه فان الجسم الذي في البعد المذكور يخرج منه ويدخل فيه وهو هو بحاله فعلم أنهما اثنان.

فان قلت الامتياز بين البعد الذي بين أطراف الاناء وجسم ما متعذر فان فرض عدم دخول جسم آخر فيه عند خروج الماء منه مستحيل قلنا التميز حاصل بان ذلك البعد امر متعين في ذاته ومطلق الجسم لا تعين له الا بواحد من المخصوصات فإذا امتاز البعد من كل منها امتاز عن الجسم الطبيعي مطلقا.

حجه أخرى للنافين للبعد المجرد قالوا هذه الابعاد المفارقة اما متناهية أو غير متناهية والثاني باطل بما سبق من البراهين فتعين كونها متناهية (1) وكل متناه فله

Halaman 45