Cerita-cerita Puitis
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
Genre-genre
أشار الراعي إلى خادمه القوي الطويل، الذي خبر دروب المرج، وطرق فيه كل سبيل. وظهر الخادم على الباب فارتعب الولد المسكين، الوجه جهم غليظ، والشر يلمع في العين، ويبدو على الملامح والجبين. - أيها المعلم، أيها الراعي، سامحني لا لا لا، الأفضل أن أمضي وحدي بغير رفيق ولا دليل.
ضحك الخادم الطويل، وقالت نظرته الساخرة للراعي العجوز: يريد أن يحتفظ لنفسه بالقروش هذا الولد البخيل. - ها هي ذي القروش الثلاثة.
رمى الولد القروش، ولم يدر إن كانت قد وقعت تحت قدمي الراعي الطيب أو تلقفتها يد الخادم المتجهم الطويل؛ فقد انطلق مسرعا زائغ البصر مبلبل الخاطر والبال، وسرعان ما تبدت أمامه شجرة الصفصاف من بعيد، وما درى بأن السائر خلف ظهره هو الخادم العنيد. رن الصوت الوحشي وراءه: أنت يا ولد لا تحتمل مشقة الطريق، لا تنس أنك طفل، ولا تستغني عن الصاحب والرفيق. آه لا تسرع في خطواتك، تأن ففي التأني السلامة، وإذا كانت النقود ثقيلة عليك فتعال هنا ولا تخف، تعال نسترح معا تحت الشجرة، شجرة الصفصاف. واحك يا ولدي عن ذلك الكابوس البشع الفظيع، فربما أكون أنا أيضا قد رأيت مثل هذا الكابوس المريع، والتقت أحلامنا السوداء كما نلتقي الآن في هذا المرج الشاسع البديع.
مد الخادم ذراعه، وضغط على يد الولد ضغطة ثقيلة صارمة، وأرتج على الولد فلم يبد أي مقاومة. هناك راحت أوراق الأشجار تهمس في الريح بصوت كالأنين، والجدول تتدفق في صمت وهدوء قطرات مائه الحزين. - قل لي يا ولدي. تقول إنك حلمت حلما فظيعا. ما الذي رأيت في الحلم؟ - حلمت برجل يتقدم مني، رجل جهم الوجه غزير الشعر الطويل. - هل كنت أنا هذا الرجل؟ انظر لي وتمعن في.
أحسب أني هذا الرجل وأنك لم تر أحدا غيري، أوليس كذلك؟ قل لي ماذا حدث؟ تكلم، ماذا حدث بهذا الحلم؟ - سحب الرجل السكين. - هل كانت تشبه هذي السكين؟ - أجل، هي هي، هي نفس السكين. - أمسكها في قبضته.
ثم طعن. - طعنك في الرقبة؟ أوليس كذلك؟ - آه، ما جدوى أن أتعذب وأعذبك بكلماتي، ما الجدوى من أن ... هيا خذها الآن.
وتسألون ما الذي جرى وما الذي حدث؟ إذن فلا توجهوا السؤال لي، بل إلى الغراب والحمامة، كانا هناك يا قارئي الكريم، شاهدا وشهدا على الحكاية؛ أما الغراب من موقعه على ذرى الصفصافة، فقد رأت عيناه واستخفه النعيق والسرور والفرح، وخافت الحمامة الحنون، أطلقت هديلها، وانطلقت مع الرياح للسماء، وبقي الغراب ينعي ذلك الشرير يحكي عما اقترفت يداه، وكيف أقبل الجلاد بعدما شم روائح الجريمة، وراحت الحمامة الأليفة البيضاء، تروي لكل من يسمع قصة الصبي البائس المسكين، وكيف راح يطلق الصياح والصلاة والرجاء والبكاء، ولم يزل ليومنا هذا يواصل البكاء.
4 (4) الباحث عن كنز
فقيرا في الجيب، مريضا في القلب.
رحت أجر ورائي أيامي المظلمة المملولة والملعونة.
Halaman tidak diketahui