Cerita-cerita Puitis
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
Genre-genre
خذه إلى المستشفى القريب. لا تنتظر الصبح لكيلا نندم، لا تبطئ حتى لا يذهب منا ويضيع.
لفته في حزام من الصوف، وغطته بالملاءة البيضاء.
ركب الأب حماره وحمل معه الولد العليل. احتضنه وضمه إلى صدره، وعلى الكتف أراح الرأس المحموم. - ولدي! لم تخفي وجهك؟ مم تخاف؟ - أبي يا أبي، ألا تراه يا أبي هناك؟ - من يا صغيري؟ من هذا الذي تراه؟ - إنه يا أبي ملك العفاريت، يشير إلي ويدعوني. على رأسه التاج المرصع بالذهب والياقوت، ومن ظهره يتدلى الذيل الأسود الطويل. - لا تخف يا ولدي، ما الشبح الذي تتخيله إلا غيمة من غيوم الضباب. - أبي. إنه يقول لي: تعال، تعال معي يا ولدي الحبيب! سوف نلعب معا أجمل الألعاب. وسنجري معا على الشط وحولنا الورود والأزهار، وأمي العجوز ستهديك الثوب الذهبي الذي أعدته لهذا اللقاء. - اهدأ يا ولدي، اهدأ. - ألا تسمعه يا أبي؟ ألا تسمع همسه في أذني بالكلام الحلو والوعود؟ - قلت اهدأ يا ولدي، اهدأ فالمستشفى يقترب، المستشفى غير بعيد. - ما زال يلح يا أبي ويقول: ألا تريد أن تأتي معي يا ولدي الصغير؟ إن بناتي اللطيفات ينتظرنك يا ولدي من زمن طويل، سوف يرحبن بك ويستقبلنك كالأمير، وسيرقصن على شرفك، ثم يهدهدنك ويضعنك وسط الحلقة ويهللن ويهتفن باسمك وبأعذب لحن سيغنين. - اهدأ يا حبة عيني، ليس ما تسمعه سوى أصوات الريح ترفرف في أوراق الشجر الذابلة الصفراء. - كيف لا تراهن يا أبي؟ بنات ملك العفاريت هناك في الأيك البعيد. في ذلك المكان الساكن المعتم الكئيب. - ليس ما تراه يا ولدي سوى أغصان الصفصاف، تترنح في البرد والليل والريح. - اسمع يا أبي، اسمع ما يقوله ملك العفاريت: أحبك، أحبك ويسحرني وجهك الفاتن وشكلك البديع، تعال معي تعال معي تعال، ولا تكن الولد العنيد! وإذا لم تطعني فسوف أستخدم معك قوتي وبأسي الشديد، آه!
إنه يمد يده إلي ويمسك بخناقي بيد من حديد. آه! أنقذني يا أبي، أحس في صدري وجنبي بالألم الشديد.
والأب أيضا أحس بالألم الشديد وداهمه الرعب المخيف، ضرب بعصاه الحمار العجوز الذي لم يكف عن لكزه طول الطريق، لف ذراعه حول الجسد الواهن المحترق وشده إلى صدره ليحميه من البرد والضباب والريح، ما هي إلا خطوات حتى لاح المبنى الأبيض كالوجه الطيب من بعيد.
وعندما وصل إلى البوابة الضخمة نزل من على الحمار الذي ربطه إلى حديد السور، وانطلق يجري إلى الداخل ليسلم الولد للطبيب.
قلب هذا في جسد الولد، تحسس جبينه، مال بجذعه وأحنى رأسه، ووضع أذنه على صدره، ثم رفع قامته، ووضع يده على كتف الأب الفقير وهو يقول: مات الولد. الولد مات.
1 (2) لورا لاي
لا لست أدري ما الذي جرى لي، ولا لماذا تتملك قلبي الأحزان؛ لأن هذه الحكاية من سالف العصر والأوان، لا تريد أبدا أبدا أن تغيب عن بالي.
في بلدة تقع على نهر الراين اسمها باخاراخ، كانت تعيش ساحرة فاتنة آسرة الجمال، لا تسل عن ضحايا سحرها وفتنتها، ولا عن القلوب التي حطمتها ومزقتها، فربما كانت تعد بالمئات أو الآلاف. اقتنع الناس - وهم في رعب - بأن على يدها مصارع الرجال، وبأن القيود التي تأسرهم بها عيناها وتوردهم موارد الهلاك، لا سبيل للخلاص منها، وكيف السبيل من سحر عينيها إلى الخلاص أو الإنقاذ؟
Halaman tidak diketahui