يا واد يا أللنبي كان جرى لك إيه يا بن المرة
جه الاستقلال غصبا عنك وعن إنجلترة
وتكتظ البوظة بالسكارى وتشتعل الغرز بنيران المجامر، وحتى المجاذيب والمتشردون واللصوص يسهرون ويفرحون، ويشارك عم طلبة أبو الشهيد في الحفل، والشيخ لبيب يحضره.
وأسهر أنا في النافذة، وقوى مجهولة تشحن قلبي الصغير بحيوية سحرية.
الحكاية رقم «19»
أبي ينظر إلي نظرة غامضة ويسألني: ماذا فعلت؟
فأجيبه بسرور وزهو: اشتركت في المظاهرة الكبرى. - كان يمكن أن تدوسك الأقدام. - كان الصغار كثيرين.
ويداري أبي ابتسامة ويسألني بنبرة ممتحن: الآن سعد زغلول هو رئيس الوزراء، فلم تضربون؟ - أضربنا لتأييده في موقفه ضد الملك. - من قال لك ذلك؟ - رئيس الطلبة، قال إن سعد زغلول قدم استقالته احتجاجا على موقف الملك من الدستور، وأننا ذاهبون لتأييد الزعيم. - هل عرفت وجه الخلاف بين سعد والملك؟
وأتوقف عن الاسترسال مرتبكا، فيضحك أبي ولكني أبادره: نحن مع سعد وضد الملك! - عظيم، وماذا كان هتافكم في عابدين؟ - سعد أو الثورة. - ما معنى ذلك؟
وأتفكر قليلا ثم أقول: معناه واضح ، سعد أو الثورة!
Halaman tidak diketahui