صاح النسر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: «كم ذا نمنح أعداءنا الوسيلة لتدميرنا!»
الرجل والثعبان
داس ابن قروي ذيل ثعبان من غير قصد، فاستدار الثعبان وعضه فمات. غضب الأب فأخذ فأسه وطارد الثعبان فقطع جزءا من ذيله؛ ولذلك بدأ الثعبان يلدغ العديد من ماشية الفلاح انتقاما منه، وألحق به خسائر فادحة. رأى الفلاح أن من الأفضل أن يعقد تسوية سلمية مع الثعبان، فأحضر إلى مخبئه طعاما وعسلا وقال له: «دعنا ننس ونصفح؛ ربما كنت على حق في أن تعاقب ولدي وتنتقم مني في ماشيتي، غير أني كنت على حق بالتأكيد حين حاولت أن أثأر له. أما وقد أصبح كلانا راضيا فلماذا لا نتصافى مرة ثانية؟»
قال الثعبان : «لا، لا، خذ هداياك؛ أنت لا تستطيع أبدا أن تنسى موت ولدك، ولا أنا بمستطيع أن أنسى فقدان ذيلي.» ••• «قد تغتفر الإساءات، ولكنها لا تنسى.»
الأسد والفأر
كان الأسد نائما ذات يوم إذ أخذ فأر صغير يجري عليه صاعدا وهابطا، الأمر الذي أيقظ الأسد في الحال، فوضع عليه كفه الضخم وفتح فكيه العظيمين ليلتهمه. صاح الفأر الصغير: «عفوا أيها الملك، سامحني هذه المرة، ولن أنسى إحسانك؛ من يدري لعل بإمكاني أن أرد لك معروفك يوما ما!» اهتز الأسد لفكرة أن يكون بإمكان الفأر أن يساعده، حتى أنه رفع كفه عنه وتركه يمضي.
ومرت الأيام، ووقع الأسد في شرك، وربطه الصيادون، الذين أرادوا أن يحملوه حيا إلى الملك، إلى الشجرة، بينما ذهبوا يبحثون عن عربة يحملونه عليها، في هذه اللحظة تصادف أن يمر الفأر الصغير ويرى المأزق المؤسف الذي ألم
1
بالأسد، فهرع إليه،
2
Halaman tidak diketahui