Cerita Tanpa Permulaan dan Akhir

Najib Mahfuz d. 1427 AH
65

Cerita Tanpa Permulaan dan Akhir

حكاية بلا بداية ولا نهاية

Genre-genre

فتفكر عبد الله وقتا ثم قال: لئن تكن زوجتي مذنبة بنسبة 50٪ فهي بريئة في الوقت نفسه بنسبة50٪! - وإذن! - ولأني أحبها أكثر من الدنيا نفسها، ولأنه لا بديل عنها إلا الجنون أو الانتحار، فإنني سأسلم باحتمال البراءة.

فابتسم شيخ الحارة ومضى إلى الباب. وتصافحا. ثم سأله وهو يهم بالذهاب: وهل أنت سعيد؟

فابتسم عبد الله ابتسامة لا تخلو من حزن وقال: بنسبة لا تقل عن50٪!

روبابيكيا

1

كالعادة كل صباح كان أول طارئ على الطريق. مع أول شعاع للشمس تنفرج عنه السحب. أورقت الأشجار فترامت خضرتها على المدى فوق كورنيش النيل. مشى على مهل مفعما بأنفاس الربيع وعيناه تنظران إلى بعيد. تنظران في لهفة. وكالعادة أيضا، وقريبا من منتصف الطريق لاحت لعينيه قادمة. تلاقيا تحت شجرة الأكاسيا فتصافحا باسمين. تساءل: نجلس فوق السور؟ - لا بأس.

وجلسا ظهراهما للنيل ووجهاهما للطريق الخالي. - صباح سعيد أن أصبح على وجهك. - شكرا. - ورغم أننا لم نتعارف إلا أمس فإنني أشعر بأنني أعرفك منذ زمن بعيد. - طالما جمعنا الطريق كل صباح. - كل صباح سعيد. - مشوار ضروري لي لتجنب الترهل. - ألفتك، كالنسمة الرقيقة والسحابة البيضاء، ونفذت إلى أعماقي بقوة مدعمة بالزمن. - لعلك تساءلت كثيرا عن سر مسيرتي الصباحية؟ - كثيرا جدا، خاصة وأن مظهرك لا يوحي بأنك موظفة، قلت لعلها تتمشى في منطقتها السكنية لأسباب جمالية. - ولكن ماذا عن خواطرك الأخرى؟ - الأخرى؟ - أي نوع من النساء ظننتني؟ - سيدة جميلة بقدر ما هي قوية، نظرتها جريئة ورزينة ومليئة بالثقة، وتسلل بصري ... - وتسلل بصرك؟ - إلى أصابعك فلم أر خاتما! - ولست في الوقت نفسه بنتا من البنات، أليس كذلك؟ ماذا قلت؟ - قلت لعلها أرملة أو ... - مطلقة، وفيم فكرت؟ - لم يخطر ببالي عبث ... - توكد لدي ذلك عند تعارفنا أمس.

فتفكر قليلا ثم قال: ولكن علي أن أصارحك بأني أحبك. - تعني أنك معجب بي؟ - أكثر من ذلك، أنا أحبك بكل معنى الكلمة. - ولكنك لم تعرفني بعد. - ثمة حب يجيء بعد المعرفة، وحب يسبق كل شيء. - الآخر كثير الأعباء. - الحق أني أحب المغامرة.

فضحكت ضحكة رقيقة وقالت: أتحب الصراحة؟ .. تخيلت حديثنا هذا من قبل!

فقال بفرحة: هذا يعني أني خطرت ببالك. - ألا يشهد هذا الطريق على قديم زمالتنا؟ - وشهد أيضا مصيري وهو يتقرر حتى من قبل أن أدري. - ولكن ألم تنقض مدة طويلة قبل أن ينطق الحب الذي تزعم أنه سبق كل شيء؟ - كان اللقاء يمر في سرعة الضوء. - جواب غير مقنع تماما. - وأول الأمر كنت في غفلة، واعتقدت فترة أخرى أنك سيدة متزوجة! - وربما كنت مرتبطا بعلاقة ما؟ - ربما. - أي نوع من العلاقة من فضلك؟ - عابرة. - عظيم!

Halaman tidak diketahui