Cerita Tanpa Permulaan dan Akhir

Najib Mahfuz d. 1427 AH
64

Cerita Tanpa Permulaan dan Akhir

حكاية بلا بداية ولا نهاية

Genre-genre

لا أستطيع الجزم بشيء، إني أعرف على سبيل المثال - أن «أ» قابل «ب» في الساعة «د» في المكان «ه»، الواقعة مؤكدة ولكن ماذا تعني عند أهل الاختصاص؟ .. قد يعقب ذلك القبض على «أ»، أو على «ب»، أو على «أ» و«ب» معا، وقد لا يقع شيء البتة. - فإذا تم القبض فهذا يعني الإدانة. - كلا. - ولكن كيف؟ - قد يفرج عن المقبوض عليه بعد وقت ما، وقد يتضح أن القبض على «أ» و«ب» كان بغرض الإيقاع بثالث مجهول هو «و»! - أي حيرة! - هو الطريق إلى الحقيقة! - ربما كان أفضل ما يتبع هو الانتظار. - رأي يبدو وجيها، ولكن الانتظار قد يمتد عاما أو عشرة أعوام، فهل تطيق أن تترك زوجتك في بيت أبيها هذه المدة دون حسم؟! - إذن كيف يمكن معرفة الحقيقة؟ - لا أدري ماذا أقول، ولكن لا يكفي الاعتماد على الغير، لا بد من استغلال مواهبك الذاتية وخبرتك الماضية.

تنهد عبد الله من الأعماق وقال: الحق أني كنت أجد عند الرجلين إجابات جاهزة وحاسمة ومريحة كلما احتجت إليها. - ولكن لا تنس أنك طلقت في رحابهما مرتين! - ربما كنت متسرعا. - وربما كنت على حق!

صمت مليا مكفهر الوجه، ثم سأله: بم تنصحني فيما يتعلق بزوجتي؟ - أرجوك، لا شأن لي بالشئون الخاصة. - ولكنها كل شيء! - بالنسبة لك لا للحارة التي أنا شيخها! - إني أسألك كصديق. - أعترف بأن صفتي العامة قد غلبت على كل شيء، ولو أنني نصحتك نصيحة ثم ثبت بعد ذلك فشلها لحاسبتني على ذلك بصفتي شيخ الحارة لا الصديق فحسب.

تنهد عبد الله مرة أخرى ثم قال: إذن قد تثبت براءة الرجلين وقد تثبت إدانتهما! - أجل. - ليس ثمة يقين؟ - بلى. - مجرد احتمال! - نطقت بالصواب. - وما النسبة المئوية لكلا الاحتمالين؟ - لنقل 50٪! - 50٪. - أيهمك أمر الرجلين لهذا الحد؟ - يهمني أمر زوجتي قبل كل شيء.

فابتسم شيخ الحارة وقال: كم تحب زوجتك! ولكن لا غرابة فأنا أحب زوجتي أيضا.

فرمقه بنظرة غريبة وسأله: ألم تصادفك متاعب في حياتك الزوجية؟

فضحك شيخ الحارة لأول مرة وقال: لا يخلو بيت من ذلك، وقد وقفت مرة على عتبة الطلاق ولكن الله سلم. - أكان لذلك أسباب مختلفة؟ - ثمة تشابه لدرجة ما.

فسأله بلهفة: وكيف استرددت ثقتك بها؟

تفكر الرجل قليلا ثم قال: الحق أن زوجتي تعاونني فنحن لا نكاد نفترق، ولا يجد الشك ثغرة بيننا يمكن أن يتسلل منها.

نظر الرجل في ساعته. قام. قام عبد الله أيضا. ومضى شيخ الحارة نحو الباب ولكنه توقف في وسط الحجرة، ثم سأله: بحكم الفضول هلا أخبرتني بما أنت فاعل؟

Halaman tidak diketahui