Cerita Tanpa Permulaan dan Akhir
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Genre-genre
فأجاب آخر: لعل مزاحنا علا أكثر مما ينبغي.
قال الشيخ محمود ممتعضا: لو جاء ذلك من خارج حارتنا ما اكترثنا له، بل حتى وهو من صميم حارتنا كان يمكن أن ألقاه بالصبر والحلم لولا أن بعض المريدين هموا مرة بالدفاع عن مقدساتهم فآلمني ذلك جدا، إذ إننا قوم مهمتنا الأولى في الحياة هي حب الناس لا الاعتداء عليهم، وبخاصة إذا كانوا من أبنائنا، لذلك قررت أن أدعوكم لتتضح لأعيننا المواقف والسبل، ولنتعاون على تحكيم الحكمة والرشاد فيما بيننا.
قال صوت: سلوك حميد خليق بفضيلتكم.
قلب عينيه في وجوههم مرة أخرى ثم تساءل: ألا تعرفون ماذا يعني الأكرم وطريقته لحارتنا؟
ساد الصمت قليلا حتى خرج منه علي عويس قائلا: الحق أن نوايانا حسنة وإن يكن مزاحنا عاليا، ولكي تعرفنا على حقيقتنا فاعلم يا سيدي أننا طلاب علم، نحب الحقيقة أكثر من أي شيء في الوجود، يؤسفنا أننا أزعجناك.
عاوده القلق لدى سماع صوته ولكنه كبح انفعالاته وقال: نحن لا يزعجنا شيء، حتى الموت نفسه لا يزعجنا، ونحن طلاب الحقيقة منذ الأزل وإلى الأبد.
فقال علي عويس: لعله اختلاف في وجهة النظر. - لم يطالبكم أحد بالدخول في طريقتنا. - الآراء المتناقضة يا سيدي لا يمكن أن تعيش جنبا إلى جنب في سلام.
فتساءل الشيخ بحرارة: ألا تعلمون أنه لولا الأكرم، لولا الأكرمية، لما كان لحارتكم ذكر ولا لأهلها شأن أو أمل.
فقال علي عويس بثبات: الدنيا تتغير بلا توقف ولا رحمة يا مولانا. - ولكن الحقائق باقية خالدة. - التغير هو الشيء الوحيد الخالد يا مولانا! - التغير؟! - التغير في كل يوم، في كل ساعة، في كل لحظة. - أراك تتعلق بظاهر كاذب خداع. - معذرة يا سيدي فالظاهر الكاذب هو الجمود.
ابتسم الشيخ مداراة لضيقه وقال: لا وقت الآن لمناقشة الظاهر والباطن وإلا طال النقاش بنا دهرا، بيد أنه واضح أنكم لا تؤمنون بطريقتنا؟
Halaman tidak diketahui