Cerita Tanpa Permulaan dan Akhir
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Genre-genre
دخل خادم يستأذن للقادمين .. أشار الشيخ محمود للشيخ عمار فقام ليغادر المكان في أثر الخادم ولكنه أضاء النجفة قبل أن يغيبه الباب. دخلت مجموعة من الشبان، عشرة بالتمام، دون العشرين سنا، يرتدون البنطلونات والأقمصة نصف كم، ولا يخفى عن عين قدم ملابسهم. وقف الشيخ لاستقبالهم فتمت المصافحة بطريقة حديثة لم يتوقعها ولم يألفها. مد يده منتظرا تقبيلها ولكن شدت عليها الأيدي باحترام دون تقبيل. بدأ التعارف فقدم كل نفسه. الجميع طلبة بالجامعة، بالآداب خاصة، ما عدا واحدا بالهندسة، وآخر بالعلوم هو علي عويس. تفحصه بنظرة عميقة بقدر ما سمح الموقف الخاطف. لمح قسمات غير غريبة كنغمة قديمة عزفت بعد نسيان، ونظرة حركت باطنه بقوة مذهلة. فسرها بالحنق فاستعاذ بالله من الشيطان في سره ولكنها كانت ألصق بالقلق والحيرة.
قال باسما: حللتم أهلا وسهلا.
فأجاب أكثر من صوت: شكرا يا صاحب الفضيلة.
قلب عينيه في الوجوه الغالب عليها الشحوب وقال: لا تعجبوا لدعوتي إياكم، فهذا البيت مفتوح لجميع أبناء الحارة، وبمعنى آخر، هو بيت الجميع.
فقال أحدهم: فرصة طيبة وهبة سعيدة.
لاحظ أن الآخرين جالوا بأبصارهم في المكان وصاحبهم يتكلم، فشعر بحدة التناقض بين رثاثتهم وفخامة الجدران المحلاة بالأبسطة المزركشة والحصر الملونة وزينة الأرابيسك، والسقف الأبيض العالي تتدلى من وسطه النجفة البرنزية ومن أركانه الفوانيس الأندلسية. بدوا كحشرات حادة تغوص في شباك البساط الكبير الدسم.
قال الشيخ: نحن قوم مهمتنا في الحياة التواضع لله وحب الناس. - ما أجمل أن نسمع ذلك. - وإذا كان الحوار مفيدا بين الناس في كل حين فما أوجبه إذا نشب بينهم ما يدعو إلى سوء التفاهم.
صدقوا على قوله بإحناءات من رءوسهم العارية فقال: وطريقتي أن أدخل الموضوع رأسا، بلا لف ولا دوران، ثم أتركه يتفرع كيف شاء بعد ذلك.
استقرت في أعينهم نظرات استطلاع وتوقع فقال: بلغني يا سادة أنكم تخوضون في كرامتنا وتهزءون بنا؟
فأجاب أحدهم: لا يخلو الخبر من مغالاة. - أتنكرون ذلك؟
Halaman tidak diketahui