قال عليه السلام: وهذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول فصح أن يحتج به، وإذا قد علمنا أن أمة نوح كلها هلكت إلا من ركب السفينة، فكذلك هذه الأمة تهلك إلا من تمسك بالعترة الطاهرة الأمينة.
قال عليه السلام: فوجب على الأمة الرجوع إليهم، فإذا لم يمكن الرجوع إليهم عموما فليقع الرجوع إلى الصالح، ولا بد للصالحين من إمام يكون هو المفزع وإليه المرجع، والكل كالمضاف إليه.
قال عليه السلام: ومما يزيد ذلك وضوحا ما رويناه من حديث الثقلين، وقد رويناه من طرق شتى وصح تواتره، فقد روي في الصحاح وغيرها من الكتب المأثورة.
قال عليه السلام: وقد رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أيها الناس اعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيكم، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة هؤلاء مثلها فيكم، وهم كالكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة، وهم باب حطة من دخله غفر له، خذوا عني عن خاتم النبيين حجة من ذي حجة قالها في حجة الوداع: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) ).
Halaman 80