270

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

Genre-genre

Ilmu Al-Quran

ألا وإني إنما دعوت إلى ما دعا إليه من كان قبلي من الأئمة الطاهرين والعباد الصالحين؛ أنا عبدالله وابن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الشاري نفسه لله سبحانه، الغضبان لله جل ثناؤه إذ عصي في أرضه، واستخف بفرضه، وقتلت الدعاة إلى دينه، فلو اسعفتني الأعوان، وعاضدتني الأنصار، وصبر على دعوتي أهل الأديان؛ لعلوت فرسي، واعتصيت برمحي، وتقلدت نجاد سيفي ، وأجبت درعي وقصدت أعداء الله جل ذكره، وكافحت الأقران في يوم الطعان؛ صابرا محتسبا مسرورا جذلا إذا شرعت الأسنة، واختلفت الأعنة، ودعيت نزال لمعانقة الأبطال، وتكافحت الرجال، وسالت الدماء، وكثرت الصرعى، ورضي الرب الأعلى.

فيا لها خطة مرضية لله جل ثناؤه ما أشرفها؛ فأنا أشهد الله لوددت أني أجد إلى حيلة سبيلا، يعز فيها الدين ويصلح على يدي أمر هذه الأمة، وإني أجوع يوما وأطعم يوما حتى تنقضي أيامي، وألاقي حمامي فذلك أعظم السرور وأجل الحبور، وأشرف الأمور، ولو كان ذلك وأمكن ما نزلت عن فرسي ، إلا لوقت صلاة، والصفان قائمان، والجمعان يقتتلان، والخيلان يتجاولان؛ فنكون في ذلك كما قال شاعر أمير المؤمنين عليه السلام بصفين: [المتقارب]

أيمنعنا القوم ماء الفرات .... وفينا السيوف وفينا الجحف

وفينا الشوازب مثل الوشيج .... وفينا الرماح وفينا الزعف

وفينا علي له سورة .... إذا خوفوه الردى لم يخف

وكما قال جدي القاسم بن إبراهيم عليه السلام: [البسيط] دنياي ما زال همي فيك متصلا .... وإن جنابك كان المزهر الخضرا

Halaman 314