Hidayat Raghibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Genre-genre
ويقولون بالإمامة فيمن قام ودعا من أولاد الحسنين عليهم السلام وهو جامع لشرائطها التي قدمنا ذكرها، فمن قال بإمامة زيد بن علي واعتقد فضله فهو زيدي وإن لم يلتزم مذهبه في الفروع ؛ فإن أكثر الزيدية على رأي غيره في المسائل الاجتهادية والمسالك النظرية ، وكان من تقدم من أئمة العترة ينسبون إلى زيد بن علي عليهما السلام على أنهم في العلم كانوا مثله في الاجتهاد، ويخالفونه في كثير من المسائل كالقاسم والهادي والناصر وأمثالهم من الأئمة الكبار السابقين الأطهار، وإنما انتسبوا إليه لأنهم قالوا بصحة إمامته.
وعن الإمام المهدي محمد بن عبدالله (النفس الزكية) عليه السلام أنه قال: (فتح والله لنا زيد بن علي باب الجنة، وقال ادخلوها بسلام) فهو أول السابقين من أئمة العترة بعد أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام.
والإمام من أهل البيت من جمع من شروط الإمامة ما جمعه زيد عليه السلام، لأن إمامة من تقدمه من الثلاثة المذكورين كانت بالنص النبوي على ما ذلك مقرر في مواضعه من كتب الكلام، فإذن زيد بن علي أول الأئمة المعتبرة فيهم شرائط الإمامة.
ولما ظهر عليه السلام ودعا إلى نفسه أجابه أهل العلم والفضل ولم يتأخر عنه أحد منهم، وأرسل الفضل بن الزبير إلى أبي حنيفة فأمده بثلاثين ألف درهم، وقيل دينار، واعتذر عن الخروج لمرض كان معه، وبايعه من كبار الفقهاء ابن شبرمة والأعمش.
Halaman 198