Hayat Sharq
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
Genre-genre
وقيل إن بعض أولاد النبيل كانوا أجروا في دولة «ش» أحكام الجلد القاسي، وتقدمت بذلك شكاوى إلى وزارة الخارجية الفرنسوية ورياسة الوزراء، لأنهما تمثلان الحضارة الإنسانية.
انتقد الشاعر الأندلسي ضخامة الألقاب بقوله:
ألقاب سلطنة في غير موضعها
ومع هذا فقد كانت الأندلس من أغنى بلاد الأرض في المياه والزرع والمعادن والحيوان والمنتوج، وكانت ملآنة بالناس وعامرة بالمباني الفخمة وآهلة بالعلماء.
فماذا عساه يقول لو بعث اليوم في بلاد العرب الصحراء الجرداء، وهي واد غير ذي زرع وفيها النفود والربع الخالي والوديان السحيقة والجبال الشاهقة التي لا نبات فيها ولا نبع ماء، وسمع في مكة صاحب الجلالة ال ... (وقد صار بعضهم في سنة 1924 خليفة المسلمين وأمير المؤمنين وحامي حمى الدين)، وفي حضرموت صاحب العظمة القصيطية وصاحب الشوكة الكثيرية، وفي الكويت صاحب المهابة الصباحية، وفي نجد صاحب الجلالة ال ... وفي سورية صاحب الراية ال ... (قبل زوالها وما يوم حليمة بسر)، وفي اليمن صاحب الإمامة اليمنية وحامي الشريعة الزيدية؟
الماضي والحاضر
كان أبو بكر وعمر وعثمان يدين لهم الشرق والغرب ولم يرد في التاريخ لأحد منهم مثل هذه الألقاب، ولم تكن لهم مواكب ولا جحافل ولا حاشية ولا خاصة ولا معية ولا فيالق من الجند تسير في ركابهم أمامهم ووراءهم، بل كان التراب فراشهم والسماء غطاءهم. ولم يكونوا أهل طمع ولا جشع في المال، ولم يكن لأحدهم جريدة تنشر له قرارا مثل القرار الآتي:
أصدر معالي نائب رياسة النظار الجليلة قرارا يقضي بأخذ خمسة قروش على كل حمار يسافر بين جدة ومكة، ثلاثة منها ترجع إلى البلدية واثنان إلى مرجع آخر.
كان الشريف ل. ن. يعلن أنه قام لتطهير بيت الله من طغمة الطورانيين المارقة في الوقت الذي كان يقبل فيه رسل الإنجليز في الحرم المكي متنكرين بلباس البدو، وشفيعهم ومطهرهم هو ما يحملونه له معهم من الأصفر الرنان، حسبما صرح به بنفسه في كتابه إلى نائب ملك إنجلترا بمصر. وقد لقب الكولونيل «ر» بلقب أمير من أمراء الأشراف وسلمه الخنجر المرصع الذي لا يحمله إلا أهل البيت، وأصبح «ر» عربيا وشريفا على مذهب ن. بن ج.
أما الجندي التركي الذي شهد له العالم كله بطهارة الذيل والنزاهة فيقول عنه ابن «ج» هذا إنه عدو للإنسانية وللأديان. ويقبض «ن» على عذارى الجنود وحليلات الضباط وعقائلهم الذين تسلسلوا 600 سنة يحمون مكة وسكانها أسرى في أيدي العساكر الأجنبية تحملهم إلى مصر.
Halaman tidak diketahui