316

Hashiyat Tartib

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: »قال الربيع: الصماء أن يرمي بأحد طرفي إزاره على عاتقه الأيمن« إلخ، هذا التفسير لا يناسبه ما ذكره في بعض كتب قومنا لا للعرب ولا لفقهائهم،<1/325> قال العلقمي: "قوله: (الصماء) قال شيخنا: بفتح الصاد المهملة وتشديد الميم والمد. قال الخطابي: قال الأصمعي: اشتمال الصماء عند العرب أن يشتمل بثوبه فيجلل به جسده ولا يرفع منه جانبا فيخرج منه يده وربما اضطجع على هذه الحالة، قال أبو عبيد: كأنه يذهب إلى أنه لا يدري لعله يصيبه شيء يريد الاحتراس منه، وأن يقيمه بيديه ولا يقدر على ذلك بإدخاله إياهما في ثيابه فهذا كلام العرب، وأما تفسير الفقهاء فإنهم يقولون: هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فيبدو منه فرجه، قال: والفقهاء أعلم بالتأويل في هذا، وذاك أصح في الكلام، وقال ابن قتيبة: سميت صماء لأنه يسد المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق، قال العلماء: فعلى تفسير أهل اللغة يكره الاستعمال المذكور لئلا تعرض له حاجة من دفع بعض الهوام ونحوها فيعسر أو يتعذر عليه إخراج يده فيلحقه الضرر، وعلى تفسير الفقهاء يحرم أن ينكشف به بعض العورة وإلا فيكره" انتهى. وكلام الإيضاح موافق لما عليه أهل اللغة على ما نقله العلقمي حيث قال أي صاحب الإيضاح: "واشتمال الصماء هو أن يلبس الرجل ثوبه في الصلاة ويشده على يديه وبدنه ولا يرفع منه جانبا ويصير متجللا له حتى لا يسهل عليه أن يصل بأعضائه كلها إلى الأرض، وقد ذكر عن الربيع بن حبيب قال: الصماء أن يرمي" إلخ.

Halaman 317