232

Hashiyat Tartib

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: »وعليكم السكينة والوقار«، ضبطها بعضهم بالنصب على الإغراء، وبعضهم بالرفع على أنها جملة في موضع الحال، و(الوقار) قال عياض والقرطبي: هو بمعنى السكينة وذكر على سبيل التأكيد، وقال النووي: الظاهر أن بينهما فرقا وأن (السكينة) التأني في الحركات واجتناب العبث، و(الوقار) في الهيئة كغض البصر وخفض الصوت وعدم الالتفات، قاله ابن حجر.

قوله: »فما أدركتم فصلوا« قال الكرماني: "الفاء جواب شرط محذوف أي إذا بينت لكم ما هو أولى بكم فما أدركتم فصلوا.

قال ابن حجر: "قلت: أو التقدير "إذا فعلتم فما أدركتم أي فعلتم الذي أمرتكم به من السكينة وترك الإسراع". واستدل بهذا الحديث على حصول فضيلة الجماعة بإدراك جزء من الصلاة لقوله: "فما أدركتم فصلوا" ولم يفصل بين القليل والكثير، وقيل: لا يدرك الجماعة بأقل من ركعة للحديث السابق "من أدرك ركعة <1/245> من الصلاة فقد أدرك الصلاة" إلى آخره. وأجاب عنه بأن هذا الحديث ورد في الأوقات إلخ، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله.

قوله: »وما فاتكم فاقضوا«، استدل بهذه الرواية من قال: إن ما أدرك مع الإمام هو آخر صلاته وأن ما فاته يكون قضاء لا أداء، واقتصر على هذا القول في الديوان والإيضاح ولم يحكيا غيره، وذهب بعضهم إلى أن ما أدركه مع الإمام هو أول صلاته وأن ما فاته أداء لا قضاء، واستدلوا برواية أخرى ذكرها صاحب القواعد رحمه الله، وذكرها البخاري أيضا وهي "ما فاتكم فأتموا"، وذكر في القواعد القولين واختار مذهب البناء ثم استدل عليه حيث قال: والصحيح أن ما أدرك هو أول صلاته لاتفاقهم على أنه موضع الإحرام، وإيجابهم على الداخل ترتيب آخر صلاته لكن تختلف في الترتيب فيه نية المأموم والإمام" انتهى .

Halaman 233