Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
وأما عند غيرنا، فقال ابن حجر في قوله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث: "غفر له ما تقدم من ذنبه": ظاهره يعم الكبائر والصغائر لكن العلماء خصوه بالصغائر لوروده مقيدا باستثناء الكبائر في غير هذه الرواية، وهو في حق من له صغائر وكبائر، فمن ليس له إلا صغائر كفرت عنه، ومن ليس له إلا كبائر خفف عنه منها بمقدار ما لصاحب الصغائر، ومن ليس له لا صغائر ولا كبائر يزاد في حسناته نظير ذلك إلخ، وهذا التفصيل كله من الهذيانات التي لا تصح عندنا كما هو معلوم؛ فالحديث خاص بمن ليس له إلا الصغائر وهي لا يخلو منها إلا أحد المعصومين على ما فيه، والله أعلم.
قوله: «الحديث مذكور في باب الأمة» إنما نبه عليه هنا لأجل قوله صلى الله عليه وسلم فيه حين قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ فقال: "أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل بهم دهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى، قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء".
قوله: «على المقاعد» قال في الصحاح: والمقاعد مواضع قعود الناس في الأسواق وغيرها.
Halaman 116