Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: «أين باتت يده» قال العلقمي: قال الشافعي: كانوا يستجمرون وبلادهم حارة، فربما عرق أحدهم إذا نام فيحتمل أن تطوف يده على المحل أو على بثرة أو دم حيوان أو قذر أو غير ذلك، إلى أن قال: قال شيخنا: وذكر غير واحد أن: (بات) في هذا الحديث بمعنى: (صار ). منهم ابن عصفور، والآمدي في شرح الجزولية وإن كان أصلها للسكون ليلا كما قاله الخليل وغيره، وقد استشكل هذا ابن كثير من جهة أن انتفاء الدراية لا يمكن أن يتعلق بلفظ: (أين باتت يده) ولا بمعناه؛ لأن معناه الاستفهام، ولا يقال: إنه لا يدري الاستفهام، فقالوا: معناه لا يدري تعيين الموضع الذي باتت فيه؛ فيكون فيه مضاف محذوف وليس استفهاما، وإن كان صورته صورة الاستفهام، وهذا الإشكال والجواب مطرد في كل ما علق من أفعال القلوب عن العمل فيما بعده باستفهام، إلى آخره.
قوله: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» قال في الإيضاح: ذهب قوم إلى أن التسمية من فروض الوضوء، واحتجوا بما روي عنه عليه السلام أنه قال: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" وذهب قوم إلى أن المراد بالتسمية النية، وحملها بعضهم وهو الصحيح على الندب لنيل الفضل، كقوله عليه السلام: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" لأنهم أجمعوا أن من صلى في بيته فقد أدى الفرض الذي عليه، فكذلك التسمية يقول: بسم الله، هكذا في آثارهم رحمهم الله، انتهى. وذكر في القناطر أنه يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون).
Halaman 106