============================================================
واختلف في هذه، فقال سيبويه: إنها حرف وجود لوجود، وقال الفارسي وجماعة: إنها ظرف زمان بمعنى (حين)، ورذ بقوله تعالى : فلما قضينا عليه الموت} "سبا: ،1) الآية؛ وذلك لأنها لو كانت ظرفا؛ لاحتاجت إلى عامل يعمل في محلها النصب، وذلك العامل: إما (قضينا) أو (دلهم)؛ إذ ليس معنا سواهما، وكون العامل (قضينا) مردود بأن القائلين بأنها اسم زعموا أنها مضافة إلى ما يليها، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف، وكون العامل (دلهم) مردود بأن (ما) النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وإذا بطل أن يكون لها هنا عامل؛ تعين أنه لا موضوع لها من الإعراب، وذلك يقتضي الحرفية.
فاللام في قوله حرف وجود لوجود لام التعليل. (قوله حرف وجودا آي: بمنزلة اللام فمعنى لما جاء زيد جاء عمرو جاء عمرو لمجيء زيد. (قوله وقال الفارسي) أي: تبعا لابن السراج وكذا ابن جني تبعأ لهما. (قوله إنها ظرف) وهو المصحح. (قوله بمعنى حين) وليس فيها معنى الشرط. (قوله ورد بقوله إلخ) وكذا بقولهم لما أكرمتني أمس أكرمتك اليوم؛ لأنها إن قدرت ظرفا كان عاملها جوابها والواقع في اليوم لا يكون واقعا أمس. والجواب: أن المعنى لما ثبت اليوم إكرامك لي أمس أكرمتك، كذا قاله بعض الفضلاء. (قوله فإن القائلين إلخ) لا يصلح سندا للرد إذ القائلون باسميتها لا يقولون بالاضافة كما صرح به الأزهري، كإذا على قول المحققين: إن العامل فيها شرطها، فما قاله المحشي نقلأ عن شيخه أن هذا الجواب إنما ينتهض إذا كان قد صرح بما ذكر في لما نفسها مدفوع بما ذكرنا. (قوله والمضاف إليه) أي: وجزئه لا يعمل في المضاف إليه ولا فيما قبله إذا كان غيرا وقصد بها النفي فيجوز تقديم معمول المضاف إليه عليها تقولك زيد عمروا غير ضارب، وقد رآيت في بعض الهوامش لواحد من الفضلاء القول بصحة عمل المضاف إليه في المضاف النصب بناء على عموم قولهم المعمول يجوز أن يكون عاملا في العامل فيه نحو من تضرب اضرب، ولم أر ذلك لغيره ممن يعتمد عليه فلا تغفل.
(قوله مردود بأن ما النافية إلخ) قد يقال: إن الظرف يتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره، أو
Halaman 86