الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا ...
ويأمر الصوت الممسك بالبندقية في صوت خفيض حازم: اخرس. - حاضر. - هات. - ماذا؟ - نقودك.
ويغمغم الشيخ قائلا: ليلة سوداء عفريت أم لص؟ - وما لك أنت؟ - إنه مالي والله العظيم. - إذن هاته. - كان العفريت أرحم. - أسرع.
وتومض في رأس الشيخ فكرة رائعة، لم لا يعطي هذا الرجل حافظته التي لا تحمل غير خمسة وعشرين قرشا وثلاثة قروش كانت فيها قبل أن يخرج من البيت؟ والرجل لن يعرف من أمر الحزام شيئا فتصبح المصيبة هينة، وأين ثمانية وعشرون قرشا من سبعمائة و... وقبل أن يكمل الشيخ تفكيره يصيح به حامل البندقية وقد أصبح في مواجهته: أسرع.
ونظر الشيخ مليا في اللص الذي يهدده فلم يتبين منه في غبش المساء غير وجه يحيط به اللثام من جميع نواحيه، وقد حمل بندقية قصيرة مقروطة ووضع فوهتها في صدر الشيخ، وعاد اللثام يقول: أسرع.
وأخرج الشيخ حافظته وهو يقول في تظاهر بالحزن: تفضل!
ويأخذ اللثام الحافظة ويمد يده مرة أخرى: أسرع. - ماذا؟ - هات. - ماذا؟ - الحزام. - ألماذا؟ - الحزام - أي حزام؟
ويمد اللثام يده إلى بطن الشيخ عبد الودود، ويضع يده من فوق الجلباب على الحزام. - هذا الحزام. - يا ابني اتق الله.
ويدفع اللثام المقروطة في صدر الشيخ وهو يقول: أسرع وإلا قتلتك، أسرع. - يا أخي حرام، حرام، خذ نصف ما به. - هات الحزام، هات الحزام، قلت لك.
ومد اللثام يده إلى جلباب الشيخ عبد الودود وجذبه منه جذبة قوية، شقت الجلباب عن قميص أبيض أصبح هو الحائل الوحيد بين الحزام وبين يد الرجل. - هات الحزام.
Halaman tidak diketahui