أبي
أحس يدي تقوى على أن ترفع هذا الكتاب إلى أعتابك، فعند أعتابك أضعه وحسبه من مكان.
ثروت
هارب من الأيام
1
في فرحة غامرة واستبشار بيوم جديد، وفي تكاسل رخي وبطء هادئ، تحرك الشيخ زيدان أبو راجح عمدة قرية السلام، ونزل عن سريره لينادي الخادمة: يا فاطمة.
وسرعان ما رجع النداء بصوت الخادمة: نعم يا سيدي.
وصاح الشيخ في تظاهر بالغضب يصحبه هدوء مستريح: يا بنت هاتي ماء الوضوء، الفجر سيفوتني!
وفي هذه المرة رجع النداء بالخادمة نفسها تحمل إبريقا وطستا، وأخذ العمدة يتوضأ والخادمة تصب الماء، ولكن العمدة لم يطق أن يتوضأ فقط، وإنما هو - على عادته - يسأل الخادمة عن أفراد البيت فردا فردا، فتختلط ألفاظ الوضوء بألفاظ الأسئلة: بسم الله الرحمن الرحيم، نويت فرض الوضوء ... أين ستك؟
فتجيب الخادمة وهي تصب الماء: نزلت عند الفرن. - اللهم اجعلني أمسك كتابي بيميني ... وأين ستك درية؟ - تعد لك الفطور. - اللهم ولا تجعلني من أهل اليسار، وماذا عندكم اليوم في الفطور؟ - عندنا يا سيدي ما يرضيك إن شاء الله، عندنا فول وقشدة وعسل، الخير كثير والحمد لله. - اللهم ثبت قدمي اليمنى على الصراط المستقيم، الحمد لله، هذا شيء عظيم، أسأل عني أحد اليوم؟ - لا. - ألم يحضر صالح أبو سعد الله فراخا؟ - يا سيدي إننا ما زلنا في الفجر.
Halaman tidak diketahui