وغادرته بلا تحية.
وفي المساء ترامت إليها أنباء بأنه يكون عصابة لينصب نفسه فتوة للحارة.
58
ولما زارت عاشور ورأته في لباس السجن اغرورقت عيناها، وتواثب شمس الدين مرحا حتى تلقى قبلة أبيه من وراء الحاجز. وسألها عن حالها فقالت: أعمل في السوق والحال معدن.
وبدا ممتعضا متمردا، وقال: الظلم أقبح من السجن نفسه!
وأكثر من مرة قال: لا أستحق العقاب.
وبلغت نبرته غاية الاحتجاج وهو يقول: ليس بين المساجين من يماثل درويش في شره.
فقالت ساخرة: ألا تعلم، لقد دعاني إلى العمل عنده! - الوغد! وماذا عن شيخ الحارة؟ - يعاملني باحترام. - وغد آخر ، ولص حقيقي. - أحمل إليك تحيات لا عد لها. - مباركة تحياتهم، وكم أتوق إلى سماع الأناشيد! - سترجع إلى سماعها، أما الزاوية والسبيل والحوض فأصبحت تذكر مقرونة باسمك. - بل يجب أن تقرن باسم صاحبها الحقيقي جل شأنه.
وابتسمت فلة بفتور، وقالت: من أخبارنا التعيسة أن درويش أصبح فتوتنا.
فقطب عاشور وتمتم: لن ينفعه ذلك.
Halaman tidak diketahui