وسبقني، كان يسبقني ببضع دقائق، وجاءني صوته الحبيب يسألني عن صحتي، وقلت له: ماذا فعلت في تلك الأيام الأربعة؟
قال لي: وماذا فعلت أنت؟
قلت له: تعذبت!
وسكت قليلا، فقلت له: أريد أن أراك. - متى؟
قلت: الآن.
وانساب صوته العميق الهادئ في أذني يريح أعصابي، ويجعلني أمدد ساقي على السور الحديدي، في استرخاء يشبه النوم، وأترك نظراتي المطمئنة تهيم في صفحة النيل.
وسألني وهو يبتسم: لم تقولي كيف تعذبت؟
ونظرت في طبقات عينيه الكثيفة الكثيرة، ثم قلت له: لماذا تحب المرأة الضعيفة؟
قال: أنا لا أحب المرأة الضعيفة أبدا، ولكني أحب المرأة القوية حينما تضعف.
وأحسست فعلا أنني أضعف، وأنني لا أستطيع أن أقاوم كفيه الكبيرتين الدافئتين، ورأسي الثقيل المتعب، وهو يميل ليستريح على صدره العريض.
Halaman tidak diketahui