Hussein bin Mansur Hallaj: Syahid Tasawuf Islam
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genre-genre
قال ابن سودكين: سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه هذا التجلي: لما اجتمعت بالحلاج - رحمه الله - في هذا التجلي وسألته عن العلية، هل تصح عنده أم لا؟ فقال هي قولة جاهل، يعني أرسطو.»
9
ويقول الحلاج واصفا للمتحققين بالله في وجدهم: «إن لله عبادا اختارهم من خلقه، واصطفاهم لنفسه، وانتخبهم لسره، وأطلعهم على لطيف حكمته، ومخزون علمه، أفناهم عن أوصافهم الناشئة عن طبائعهم، ولم يردهم إلى علومهم المستخرجة بحكم عقولهم، ولم يحوجهم من المرسوم من حكمة الحكماء، بل كان هو لسانهم الذي به ينطقون، وبصرهم الذي به يبصرون، وأسماعهم التي بها يسمعون، وأيديهم التي بها يبطشون، وقلوبهم التي بها يتفكرون.
بان عن حلول في ذواتهم، فأبدى الأشياء فيما بينه وبينهم، قهر كل موجود، وغمر كل محدود، وأفنى كل معهود، ظهر لأهل صفوته، ولم يجعل للعلم إلى كيفية ذلك سبيلا، ولا إلى بحث ذلك تمثيلا.»
ومن الكلم الطيب الذي يصعد في معارج النور إلى مقام الإلهام قول الحلاج: «من عرفه ما وصفه، ومن وصفه ما عرفه، عنت الوجوه لعظمة كبريائه في أرضه وسمائه، وأنست قلوب أوليائه بشهود جلاله وجماله وبهائه، وكلت المقاول عن شكر آلائه وأفضاله ونعمائه، وقصرت المعارف عن ذاته وصفاته وأسمائه، وحارت العقول في نزوله وارتفاعه واستوائه!
فقوم جحدوا وألحدوا، وقوم أشركوا وعددوا، وقوم أنكروا الصفات فعطلوا وبطلوا، وقوم أثبتوها ولكن شبهوا وشكوا.
ولم يصب شاكلة الحق إلا من آمن بالذات والصفات، وكفر باللات والآلات، ولازم التوحيد والتنزيه، وأثبت الصفة ونفى التعطيل والتشبيه.»
صلته القوية بالله
وغشى مع الحلاج خطوات في آفاقه الذوقية، وفي مواجيده وحبه للذات الإلهية، وفي تلك المجالات الروحية التي ابتدعها حول صلات العبد الولي المختار، بمفيض الوجود ومبدعه وملهمه.
وصلة الحلاج بالله سبحانه، تدور على قطبين: الحب الواله القوي الغلاب المذهل، والفناء في هذا الحب فناء شاملا يذوب فيه كل شيء مادي دنيوي ويحترق ليخلد.
Halaman tidak diketahui