Hussein bin Mansur Hallaj: Syahid Tasawuf Islam
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genre-genre
وأنت تعلم ولا تعلم، وترى ولا ترى، وتخبر عن كوامن أسرار ضمائر خلقك، وأنت على كل شيء قدير.
وأنا بما وجدت من روائح نسيم حبك، وعواطر قربك، أستحقر الراسيات، وأستخف الأرضين والسموات، وبحقك لو بعت مني الجنة، بلمحة من وقتي، أو بطرفة من أحر أنفاسي لما اشتريتها، ولو عرضت علي النار بما فيها من ألوان عذابك لاستهونتها في مقابلة ما أنا فيه من حال استتارك مني، فاعف عن الخلق ولا تعف عني، وارحمهم ولا ترحمني، فلا أخاصمك لنفسي، ولا أسألك بحقي، فافعل بي ما تريد.
فلما فرغ قام إلى صلاة أخرى وقرأ الفاتحة، وافتتح بسورة النور وبلغ إلى سورة النمل، فلما بلغ إلى قوله تعالى:
ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض
صاح صيحة عظيمة وقال: هذه صيحة الجاهل به.»
ومن الكلم الذي تخفق له القلوب، ويشع منه النور، تلك المناجاة الحلاجية: «... إلهي وإله الموجودات والمعقولات والمحسوسات، يا واهب العقول والنفوس، ومخترع الأركان والأصول، يا واجب الوجود، ومفيض الجود، يا جاعل القلوب والأرواح، يا فاعل الصور والأشباح، يا نور الأنوار، ومدبر كل الدوار، أنت الأول الذي لا أول قبلك، وأنت الآخر الذي لا آخر بعدك، الملائكة عاجزون عن إدراك جلالك، والناس قاصرون عن معرفة كمال ذاتك.
اللهم خلصنا من العوائق الدنية الجسمانية، ونجنا من العوائق الردية الظلمانية، وأرسل على أرواحنا شوارف آثارك، وأفض على نفوسنا بوارق أنوارك.
العقل قطرة من قطرات بحار ملكوتك، والنفس شعلة من شعلات جبروتك، ذاتك ذات فياضة تفيض منها جواهر روحانية، لا متمكنة ولا متحيزة، ولا متصلة ولا منفصلة، مبرأة عن الأحياز والأين، معراة عن الوصل والبين، فسبحان الذي لا تدركه الأبصار، ولا تمثله الأفكار، لك الحمد والثناء، ومنك المنع والعطاء، ولك الجود والبقاء، فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون.»
قال ابن سودكين راويا عن شيخه: «رأيت الحلاج في هذا التجلي، فقلت له يا حلاج: هل تصح عندك علية له وأشرت، فتبسم وقال لي: أتريد قول القائل: يا علة العلل، ويا قديم لم يزل؟ قلت له نعم. قال: هذه قولة جاهل، اعلم أن الله تعالى يخلق العلل وليس بعلة، كيف يقبل العلية من كان ولا شيء معه، وأوجد من لا شيء، وهو الآن كما كان، ولا شيء جل وتعالى!
لو كان علة لارتبط، ولو ارتبط لم يصح له الكمال، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا! قلت له هكذا أعرفه. قال: هكذا ينبغي أن يعرف فاثبت.»
Halaman tidak diketahui