Hadith Isa bin Hisham
حديث عيسى بن هشام
Genre-genre
التاجر :
أشهد الله أيها المولى أنني مصدق بأمرك وليس بعد العيان من برهان وما أخطئ نظري فيك، فأنت سيدي الباشا بعينه، وأنت صاحب اليد التي أتذكرها طول عمري، وما بي من نعمة فمنك، وما أصبحت فيه من ثروة فبيمنك وفضلك، ولست أنسى أن أصل شهرتي واتساع تجارتي هو أنك جلست في دكاني مرة عندما عثرت بك رجلك وأنت تقصد زيارة الحسين، فارتفع بتلك الجلسة قدري واشتهر ذكري وأقبل علي الناس من دون التجار لتوهمهم في أن لي برحابك صلة وبجانبك نسبة، فأصبحت ولله الحمد في غنى ومال كثير، وقد بلغني من أحمد أغا هذا ما أنت فيه من الحاجة إلى الدراهم لأجرة المحامي التي جاءت بك إلى هذا المجلس، ولكنك أنفت من ذكرها عندما غضبت لله، وأنا أتضرع بخالق الخلق أن تتنازل فتقبل مني ما تسد به حاجتك وتتخلص به من مطالبة المحامين. (وأخرج التاجر كيسا مملوءا فقدمه إلى الباشا وهو يرتعد من خيفة الرد، فأخذه الباشا وقال له):
الباشا :
إني أشكرك جميل الشكر لحسن صنيعك، وأسأل الله لك حسن الجزاء فهلم أكتب لك صكا بالمال لأرده إليك عند استرداد أوقافي.
التاجر :
حاشا لله أن أكون من أهل هذا الزمن الذين أصبحوا لا يثق بعضهم ببعض، فلا يأمن الأخ أخاه ولا الوالد ولده ولا الصاحب صاحبه ولا الجار جاره على درهم واحد إلا بعقود وصكوك، بل أنا لا أزال من أهل ذلك الزمن الذي لم يكن يتعامل التجار فيه بينهم بغير الثقة والائتمان دون احتياج إلى تحرير الأوراق وتسطير الصكوك، وما يكون الاستيثاق إلا عند توهم الخيانة والعياذ بالله.
قال عيسى بن هشام: فكرر الباشا شكره للتاجر مضاعفا، وقال لي: انصرف بنا إلى المحامي نستنقذ رقابنا من أسره، ثم نذهب إلى المحكمة الشرعية للمطالبة بالوقف، فقلت له: لا بد لنا من محام شرعي يطالب لنا بحقنا، فما نخرج من قبضة محام، إلا إلى قبضة محام، ونسأل الله السلامة في الختام.
المحامي الشرعي
قال عيسى بن هشام: وأخذت طريقي، مع رفيقي، أنشد صاحبا أسترشده، في محام شرعي أقصده، وبينا نحن نسير، ونسأل التيسير، إذا بصاحب لي عرفته، فاستوقفته، قال: ما خطبك؟ قلت: قضية، في المحكمة الشرعية، فما طرق الخبر سمعه، حتى أجرى دمعه، وهول الأمر وهولت، وحوقل وحوقلت، ثم قال: لقد وقعت قبلك في هذا البلاء، ولما تتم لي النقاهة من الداء، وأنا أنصح لك إن كنت مدعيا أن تترك دعواك، وتصبر على بلواك، أما إن كانت الدعوى عليك، فليس الخيار إليك، ولا مرد لحكم القضاء، بتدبير الآراء، فقلت: للضرورة أحكام، فأرشدني لانتخاب محام، يكون مشهودا بعدالته، مشهورا بطهارته، بعيدا عن خلف الوعد، بريئا من خلق الوغد،
1
Halaman tidak diketahui