Hadith Isa bin Hisham
حديث عيسى بن هشام
Genre-genre
قال عيسى بن هشام: وما انتهى الشيخ من روايته حتى رأيت الباشا قد انتفض قائما يقول لهم والغضب باد على وجهه والغيظ يتقد في صدره:
الباشا :
اعلموا أيها الإخوان أن مغفرة الرحمن وسكنى الجنان لا تنال بكثرة الصوم، وأكل التمر أو التبرك بالآثار والتحصن بالأوراد، وما تكتسب الدرجة الرفيعة عند الله إلا بالعدل والإحسان وفعل الخير، واجتناب الشر والرحمة بالضعفاء والمساكين من عباد الله، وقد غرني في دنياي ما يغركم الآن، فكنت أسمع قبل مماتي من مثل هذا الشيخ العالم ما يهون علي ارتكاب المخزيات وفضائح الشرور في معاملة الناس ارتكانا على نهار أصومه، وليل أقومه، وحرز أحمله، وأثر أقبله، فنمت عن عمل الخير وغفلت عن بذل المعروف، فلما توفاني القدير العليم وسكنت في حفرة القبر علمت ما لم أكن أعلم، فلم يغنني ذلك وحده من الله شيئا وما خفف علي أهوال القبر وهون علي سؤال الملك إلا حسنة واحدة كنت أتيتها في إغاثة مظلوم استجارني فأجرته، وهو في يد الجلاد بين السيف والنطع،
3
فعليكم بالعدل والإحسان وتقوى الله في عباده وإفشاء البر والمعروف في خلقه، ولا تطيعوا النفس الأمارة بالسوء فتركنوا إلى الاغترار بالأمل، وتطلبوا المغفرة بلا عمل، بل استكثروا من الخير قبل حلول الأجل، وتذكروا قول الله الأجل:
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
واعتبروا بقول علي رضي الله عنه: «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء.» واسمعوا لقول حكيم الشعراء:
ما الخير صوم يذوب الصائمون له
ولا صلاة ولا صوف على الجسد
وإنما هو ترك الشر مطرحا
Halaman tidak diketahui