Hadith Isa bin Hisham
حديث عيسى بن هشام
Genre-genre
فهل بلغ بهن الكرم إلى تكليف أنفسهم تقديم الهدايا لعروس لا يعرفنها ولا يعرفن أهلها من قبل؟
الصديق :
هذه آلات الرسم والتصوير يحملنها ليأخذن بها مناظر الحرم وصور النساء في زينتهن وتبرجهن، وما تكون عليه هيئة الزفاف ليتهادين بها إذا رجعن إلى ديارهن، وربما نسخت منها ألوف النسخ لتباع في الأسواق الأوروبية وتنشر هناك للاستهزاء والسخرية.
قال عيسى بن هشام: ومنذ عاد صاحب العرس من تشييع السائحات إلى الحرم، كالصاعدات إلى الهرم، تقدم إلى صدر المكان، ونظر في الوجوه بإمعان، ثم دنا من طائفة الكبراء والأمراء، وقصد الأمير المقدم فيهم بلا مراء، فوقف أمامه وقفة الإجلال والإعظام، ودعاه لافتتاح قاعة الشراب والطعام، فقام الأمير يمشي أمام الصفوف في خيلائه، مشية القائد يوم بلائه، وفتح له الباب ففتح المائدة، ولا فتح سعد للقادسية، والمعتصم لعمورية، ومحمد للقسطنطينية ، نعم ولا فتح جده الأعلى للأقطار الحجازية، ودخلت في أثره صفوف الجموع، وهم في سكون وخشوع، دخول التقاة، للصلاة، والعفاة للصلات، ثم ما لبثوا أن هجموا على المائدة هجوم الفوارس البواسل، على الحصون والمعاقل، لا بل هجوم الأسود الضارية، على الأشلاء الدامية، والذئاب الخاوية، على الشياه الراعية، والنسور على القبور، والذباب على الشراب، واشتد الزحام وزلت الأقدام، وضلت المذاهب، واصطكت المناكب، وشخصت الأحداق وامتدت الأعناق، وتهدلت الشفاه، وتحلبت الأفواه، وتحركت الأشداق، وتقارعت الأطباق، وتصاولت الأيدي بالمدى، كالظبى في الوغى، والتفت الساق بالساق، واشتد الهول وضاق الخناق، ثم انجلت المعمعة عن شهداء التخم، وأسراء البشم، وقتلى الطعام وصرعى المدام:
بأجسام يحر القتل فيها
5
وما أقرانها إلا الطعام
ولعبت الكئوس بالرءوس، والشمول بالعقول،
6
والراح بالأرواح، وذهبت العقار بالوقار،
Halaman tidak diketahui