هذا منظوم قول الناس من نم لك نم عليك وسعى رجل برجل عند عمر بن عبد العزيز فقال له عمر إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبًا فأنت داخل تحت حكم هذه الآية إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا وإن كنت صادقًا فأنت من هذه الآية هماز مشاء بنميم وإن شئت عفونا عنك وقال بعض الملوك لولده ليكن أبغض رعيتك إليك أشدهم كشفًا لمعايب الناس فإن للناس معايب وأنت أحب بسترها وأنت إنما تحكم بما ظهر لك والله يحكم فيما غاب عنك وأكره للناس ما تكره لنفسك واستر العورة يستر الله عليك ما تحب ستره ولا تصغ إلى تصديق ساع فإن الساعي غاش وإن قال قول نصيح وقال أرسطا طاليس النميمة تهدي إلى القلوب البغضاء ومن نقل إليك نقل عنك وقالوا شر من النميمة قبولها لأن النميمة دالة والقبول إجازة وليس من دل على شيء كمن قبله وأجازه وقال المهدي ما الساعي بأعظم عورة ولا أقبح حالًا من قابل سعايته ولا يخلو أن يكون الساعي حاسد نعمة فلا يشفى غيظه أو عدوًا فلا يعاقب له عدوه لئلا يشمت به ولقد أحسن بعض الشعراء لظرفاء في قوله
لا تسمعنّ من الحسود مقالة ... لو كان حقًا ما يقول لما وشى
وقال آخر يذم صديقًا له نمامًا
وصاحب سوء وجهه لي أوجه ... وفي فمه طبل بسرّي يضرب
ولا بدّ لي منه فحينا يغصني ... وينساغ لي حينًا ووجهي يقطب
كماء بدرب الحاج في كل منهل ... يذمّ على ما كان منه ويشرب
وقال السريّ الرفاء يذمّ نمامًا
أنمّ بما استودعته من زجاجة ... يرى الشيء فيها ظاهرًا وهو باطن
1 / 67