كانا يتكلمان بالإنجليزية، وهي لغة لا يتقنها دارتانيان كثيرا، ولكنه استطاع أن يدرك أن السيدة الإنجليزية النبيلة المرأى، كانت في قمة سورتها. وفجأة توقفت عن الكلام، وضربت الرجل بمروحتها، بقوة جعلت المروحة تتناثر في الهواء قطعا صغيرة.
ضحك الرجل، على حين جلست ميلادي، تلوي منديلها بعنف وتمزقه في ثورة عارمة.
بدا لدارتانيان، أن هذه اللحظة مناسبة، لكي يتدخل؛ فخلع قبعته وانحنى للسيدة قائلا: «هل تسمحين لي، يا سيدتي، بأن أقدم لك خدماتي؟ يبدو لي أن هذا السيد يضايقك. ما عليك سوى أن تأمري، يا سيدتي، فأعاقبه على سوء خلقه!»
حين سمعت ميلادي هذه الكلمات، استدارت بدهشة، ونظرت إلى هذا الشاب، ثم أجابت في هدوء بالفرنسية: «لا شك، يا سيدي، في أنني أضع نفسي في حمايتك، لو لم يكن الشخص الذي أتعارك معه، هو أخي!»
قال دارتانيان: «رباه! آمل في أن تصفحي عني، يا سيدتي؛ إذ لم أكن أعرف هذا.»
سأل الرجل وهو ينحني نحو نافذة العربة، قائلا: «ماذا يريد هذا الغبي؟ ولم لا يذهب وشأنه؟»
صاح دارتانيان، وهو ينحني أيضا، ويجيب من جانبه خلال نافذة العربة: «الغبي هو أنت! وأنا لن أذهب لأنه يسرني أن أقف هنا.»
عند ذلك تحدث الراكب مع أخته ببضع كلمات بالإنجليزية.
فقال دارتانيان: «تحدثت إليك بالفرنسية، فلم لا ترد علي باللغة نفسها؟ قد تكون شقيق هذه السيدة، ولكن لحسن الحظ أنك لست شقيقي!»
من المؤكد أن يظن الإنسان أن ميلادي ستجبن، مثل عموم النساء، فتحاول إيقاف ذلك العراك. ولكنها، على العكس، جلست في مقعدها بالعربة، وأمرت سائقها في هدوء، بأن يعود أدراجه إلى باريس.
Halaman tidak diketahui