175

Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

Penerbit

جامعة المدينة العالمية

Genre-genre

فإذا ما أحسّ ببرْد الطاعة في نفسه، وحلاوة الإيمان في قلبه، ووازن بين ما كان عليه من حياة قلِقة، وتردّد بين الطاعة والمعصية، وتجاذب بين الخير والشر، وبين ما هو عليه الآن بعد تثبيت وتقوية ما عنده من ينابيع البِرّ في نفسه، وإشعاره بأنّ التوبة تجُبُّ ما قبلها، وأنّ الله يفرح بتوبة عبده المؤمن، كما قال ﷺ: «للهُ أفرحُ بتوبة عبْدِه حين يتوب إليه مِن أحدِكم كان على راحلته بأرض فلاةٍ، فانفلتتْ منه وعليها طعامه وشرابه، فأيِس منها. فأتى إلى شجرة فاضطجع في ظلّها، وقد أيس من راحلته. فبينما هو كذلك، إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: "اللهم أنت عبدي، وأنا ربك". أخطأ من شدّة الفرح»، رواه مسلم. وممّا يقوِّي الإيمان ويُثبِّته في القلوب، ويضعف الشر وينزعه من النّفْس: الأمور التالية: ١ - الحرص على أداء العبادات، والتوبة والاستغفار على ما فرّط في جنب الله. ٢ - كثرة الدعاء، ولا سيما أدعية الرسول ﷺ. وفي "كتاب الأذكار" للإمام النووي ما يفي بالغرض. ٣ - التّأمّل والنظر والتّفكّر في آيات الله في الأنفس والآفاق، ليشعر بعظمة الله، ويخشى من عقابه فيفرّ من المعاصي ويلجأ إلى الله. قال تعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ (الذاريات:٥٠). ثالثًا: الموعظة الحسَنة الوعظ هو أحَد أساليب الدّعوة إلى الله الرئيسة، قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (النحل:١٢٥).

1 / 192