157

اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة

اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة

Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

مصححة ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م (بيت المقدس / فلسطين)

Genre-genre

وهذا التلقين مبتدع وليس له سند من السنة عن الرسول ﷺ وقد نص على أنه بدعة طائفة من أهل العلم، قال العز بن عبد السلام ﵀: [لم يصح في التلقين شيء وهو بدعة وقوله ﷺ: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) محمول على من دنا موته ويئس من حياته] (١).ونُقِل عن الإمام مالك القول بكراهة التلقين بعد الموت (٢).
وقال الشيخ ابن قدامة المقدسي: [فأما التلقين بعد الدفن فلم أجد فيه عن أحمد شيئًا ولا أعلم فيه للأئمة قولًا سوى ما رواه الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله: فهذا الذي يصنعون إذا دفن الميت: يقف الرجل ويقول: يا فلان ابن فلان اذكر ما فارقت عليه شهادة أن لا إله إلا الله؟! فقال: ما رأيت أحدًا فعل هذا إلا أهل الشام حين مات أبو المغيرة جاء إنسانٌ فقال ذلك، قال: وكان أبو المغيرة يروي فيه عن أبي بكر بن أبي مريم عن أشياخهم أنهم كانوا يفعلونه ...] (٣).
وقال الشيخ المرداوي بعد أن ذكر أن مذهب الحنابلة إثبات التلقين بعد الدفن: [... والنفس تميل إلى عدمه ...] (٤).
وقال شمس الحق العظيم آبادي: [والتلقين بعد الموت قد جزم كثير أنه حادث] (٥).
وقال العلامة ابن القيم: [ولم يكن يجلس - أي الرسول ﷺ يقرأ عند القبر ولا يلقن الميت كما يفعله الناس اليوم] (٦).

(١) فتاوى العز بن عبد السلام ص ٤٢٧.
(٢) نقله صاحب كفاية الطالب الرباني نقلًا عن الآيات البينات للألوسي ص ٦٣.
(٣) المغني ٢/ ٣٧٧.
(٤) الإنصاف ٢/ ٥٤٩.
(٥) عون المعبود ٨/ ٢٦٨.
(٦) زاد المعاد ١/ ٥٢٢.

1 / 158