Fitnah Besar (Bahagian Kedua): Ali dan Anak-anaknya
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
Genre-genre
الفصل الأربعون
وبينما كان علي يجاهد حياته المرة تلك، ويجاهد أصحابه ليحملهم على النهوض معه إلى حرب الشام، ويبعث البعوث لرد غارات معاوية على أطرافه في العراق والحجاز واليمن، ويجاهد الخوارج الذين يجاهرونه بالعداء وينشرون الروع في الناس، ويلين للخوارج الذين كانوا يعيشون معه في الكوفة يتربصون الفرص للخروج، ويجاهد عماله ليأخذهم بالأمانة في أعمالهم، بينما كان علي في هذا كله، كان ناس من الخوارج يشهدون الموسم ويرون اختلاف الحجيج من أصحاب علي ومعاوية، كل يأبى أن يصلي بصلاة أمير خصمه، حتى اختار الناس رجلا ليس بالأمير لهذا أو ذاك ليقيم للناس صلاتهم.
فضاق هؤلاء النفر من الخوارج بما رأوا، وذكروا مصارع إخوانهم الذين قتلوا في النهروان، وفيما كان بينهم وبين علي وأصحابه من المواقع الأخرى، وائتمروا أن يريحوا الأمة من هذا الاختلاف الذي تشقى به، وأن يقتلوا هؤلاء الثلاثة الذين هم أصل هذا الاختلاف: عليا ومعاوية وعمرو بن العاص، من جهة، وأن يثأروا لإخوانهم بقتل علي من جهة أخرى.
فانتدب أحدهم عبد الرحمن بن ملجم الحميري، حليف مراد لقتل علي، وانتدب الحجاج بن عبد الله الصريمي، من تميم لقتل معاوية، وانتدب عمرو بن بكر أو ابن بكير التميمي صليبة أو بالولاء لقتل عمرو بن العاص، واتفقوا على يوم بعينه ينفذون فيه ما صمموا عليه، وأقتوا ساعة لاغتيال هؤلاء الثلاثة، وهي ساعة الخروج لصلاة الصبح من اليوم السابع عشر من شهر رمضان لعامهم ذاك سنة أربعين.
وأقاموا في مكة أشهرا ثم اعتمروا في رجب ثم تفرقوا، مضى كل واحد منهم لينفذ نصيبه من هذه الخطة.
فأما صاحب معاوية فعرض له في الساعة الموقوتة من اليوم الموقوت فلم يبلغ منه شيئا لأنه كان دارعا، فيما يقول بعض المؤرخين، أو لأنه لم يصب منه مقتلا، فيما يقول بعضهم الآخر، ولكنه هو أصاب حتفه.
وأما صاحب عمرو فعرض له في الساعة الموقوتة كذلك ولكنه لم يصبه؛ لأن عمرا لم يخرج للصلاة في ذلك اليوم، منعته العلة، فأناب صاحب شرطته خارجة بن حذافة العدوي وأصابه السيف فقتله، وقتل عمرو بعد ذلك هذا المغتال الذي أراد عمرا فأراد الله خارجة.
وأما عبد الرحمن بن ملجم فأقام في الكوفة يرقب يوم الموعد وساعته، ثم أقبل من آخر الليل ومعه رفيق له استعانه على ما أراد، فانتظرا خروج علي للصلاة، فلما خرج تلقياه بسيفيهما وهو يدعو الناس لصلاتهم، فأصابه سيف ابن ملجم في جبهته حتى بلغ دماغه، ووقع سيف صاحبه في جدار البيت، وخر علي حين أصابته الضربة وهو يقول: لا يفوتنكم الرجل.
وقد أخذ عبد الرحمن بن ملجم وقتل صاحبه وهو يحاول الفرار، وحمل علي إلى داخل داره، فأقام فيها يومين وليلة بينهما، ثم مات في ليلة اليوم الثاني.
ويروي المؤرخون أن قاتل علي لقيه بالسيف وهو يقول: الحكم لله يا علي لا لك. وعلي نفسه يقول: الصلاة عباد الله.
Halaman tidak diketahui