Fitnah Besar (Bahagian Kedua): Ali dan Anak-anaknya
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
Genre-genre
واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل
ومكان ابن عباس من النبي قريب، فله الحق في بعض هذا الخمس الذي قسمه الله للرسول وأولي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
ولكن ابن عباس عندي أصح رأيا وأعقل عقلا وأعلم بدينه من هذا التأول، فهو كان يعلم من غير شك أن حقه في هذا الخمس لن يعدو أن يكون كحق غيره من أولي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، وكان يعلم أنه لا ينبغي له بل لا يحل له أن يأخذ حقه من هذا الخمس بنفسه، وإنما ينبغي أن يتلقاه من الإمام الذي نصب ليقسم بين المسلمين فيئهم، وينفق منه في مرافقهم، وهو الذي يقسم بين أولي القربى واليتامى والمساكين حقهم من هذا الخمس.
ولو أن غير ابن عباس من المسلمين عرف أن له حقا في بيت المال فأخذه بنفسه، دون أن يعدوه أو يزيد فيه، لكان بذلك معتديا على السلطان متجاوزا للحد، ولكان من الحق على الإمام أن ينزل به ما يستحق من العقاب.
وكان ابن عباس يعلم بعد هذا كله أن ابن عمه الخليفة هو بحكم قرابته وخلافته أجدر الناس أن يخلف رسول الله في توزيع هذا الخمس على مستحقيه.
والغريب أن كثيرا من المحدثين أهملوا هذه القصة ولم يشيروا إليها تحرجا من ذكرها، فمكان ابن عباس من النبي ومكانه من الفقه بالدين أعظم من أن يظن به مثل هذا التجاوز للحق والخلاف على الإمام.
على أن رواة آخرين يسرفون في هذه القصة نفسها بعض الإسراف، فيزعمون أن ابن عباس رد على الكتاب الأخير لعلي قائلا: «لئن لم تدعني من أساطيرك لأحملن هذا المال إلى معاوية يقاتلك به.» وما أحسب أن الأمر قد بلغ بابن عباس هذا الحد من التأليب الصريح على ابن عمه، على أن لهذه القصة نتائجها القريبة المباشرة، التي كانت محنة لعلي في أصحابه وفي سلطانه أيضا.
الفصل الثاني والثلاثون
وقد ظهرت هذه النتائج كأظهر ما كان يمكن أن تكون بشاعة وشناعة ونكرا، لم تمتحن عليا في أسرته وأصحابه وسلطانه، وإنما امتحنت النظام السياسي الذي كان علي يظن أنه نهض لصيانته وحياطته، وهو نظام الخلافة. وامتحنت الإسلام نفسه في أخص ما كان يحرص عليه النبي والخلفاء، وهو محو العصبية التي ألفها العرب في عصرهم الجاهلي القديم، فقد رأى معاوية وانتثار أمر علي في العراق وتفرق أصحابه وعجزهم ووهنهم وامتناعهم عليه، فلم يكد يفرغ من أمر مصر حتى طمع في إقليم آخر ليس أقل من مصر خطرا، وهو إقليم البصرة وما يتبعها من بلاد الفرس، وقد ذكر معاوية أن العثمانية فاشية في البصرة، وأن أهلها قد ثاروا مع عائشة وصاحبيها للطلب بدم عثمان، وأنهم لم ينسوا وقعة الجمل بعد، وأن لهم أوتارا لم تشف كلومها بعد، ورأى أن ابن عباس قد ترك البصرة مغاضبا لابن عمه، فطمع في أن يستفز أهلها ويذكرهم أوتارهم ويثيرهم للطلب بها.
واستشار في ذلك عمرو بن العاص فصوب رأيه وحرضه على إمضائه، فاختار رجلا صليبا له رحم بعثمان، وهو عبد الله بن عامر الحضرمي، ابن خالة الخليفة المقتول، فأرسله إلى البصرة وأوصاه أن يأتي بني تميم ويتحبب إلى الأزد ويتجنب ربيعة؛ لأنها علوية الهوى. ولم يكد عبد الله بن عامر الحضرمي يصل إلى البصرة حتى استهوى بني تميم، إلا الأحنف بن قيس فإنه عاد إلى العزلة التي التزمها يوم الجمل مع جماعة من أصحابه.
Halaman tidak diketahui