Fitnah Besar (Bahagian Kedua): Ali dan Anak-anaknya
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
Genre-genre
صلى الله عليه وسلم .
وكان أشد الناس حسرة وأعظمهم أسى بين الغالبين علي نفسه، فقد كان يقول: لو عرفت أن الأمر يبلغ بنا ما بلغ لما دخلت فيه. وكان يقول:
أشكو إليك عجري وبجري
شفيت نفسي وقتلت معشري
وكان يقول: وددت لو أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. كما كانت تقول عائشة.
وكان من الأمور ذات الخطر التي أراد علي أن يفرغ منها قبل أن يترك البصرة رد عائشة إلى المدينة لتقر في بيتها كما أمرها الله، وقد تعجلها في الرحيل فاستأجلته أياما، كأنها كانت تريد أن تطمئن على الجرحى، فأجلها علي أياما ثم جهزها بجهاز ملائم لمكانتها، وأرسل معها جماعة من رجال ونساء. وخرجت عائشة يوم سفرها فسلم الناس عليها وودعوها، وأمرتهم بالخير وأنبأتهم أنه لم يكن قط بينها وبين علي إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وصدق علي أمام الناس مقالتها وشيعها، وشيعها الناس معه حتى أبعدوا، وأمر بنيه فساروا معها يوما كله ثم رجعوا.
وأمر علي على البصرة عبد الله بن عباس، وما نرى أنه كان يستطيع أن يؤمر غيره؛ فالكثرة في البصرة مضرية، وما ينبغي أن يؤمر عليها بعد الفتنة إلا رجل من مضر شديد القرابة من علي، وأمر علي زيادا على الخراج، وارتحل إلى الكوفة، فلما بلغها وجد فيها حزنا وخوفا، وجد الحزن عند الذين أصيب أبناؤهم وإخوانهم وآباؤهم، ووجد الخوف عند الذين لم ينفروا معه فأشفقوا أن يسخط عليهم، ولكنه واسى أولئك واستصلح هؤلاء وجعل يستعد لحرب أهل الشام.
الفصل السادس عشر
ولم يضع شيئا من وقته، ولم يرفق بنفسه ولا بأصحابه، فلم يكد يفرغ من حرب الناكثين - كما كان يسميهم - حتى جعل يتأهب لحرب القاسطين كما كان يسميهم كذلك. وصل إلى الكوفة في أواخر رجب، فلم يقم فيها إلا أربعة أشهر استعد أثناءها للحرب.
ولم يكن أصحابه يرفقون بأنفسهم أيضا، فقد كان المنتصرون منهم حراصا على أن يضيفوا نصرا إلى نصر، وكان المتخلفون منهم حراصا على أن يعوضوا ما فاتهم به أصحابهم الذين قاتلوا يوم الجمل، وأن يرضوا عليا عن أنفسهم بما يبلون في الحرب المقبلة من بلاء.
Halaman tidak diketahui