Fikiran Tinggi dalam Sejarah Fiqh Islam
الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي
Penerbit
دار الكتب العلمية-بيروت
Nombor Edisi
الأولى-١٤١٦هـ
Tahun Penerbitan
١٩٩٥م
Lokasi Penerbit
لبنان
Genre-genre
وكان له مجلس من رسول الله ﷺ، وقال فيه أيضًا: "أمرني ربي بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم: علي، وأبو ذر، ومقداد، وسلمان ﵃" ١، وقال فيه علي: علم العلم الأول والآخر بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت. وقال فيه أيضًا: سلمان الفارسي مثل لقمان الحكيم. توفى سنة "٣٦" نيف وثلاثين٢.
١ أخرجه ابن ماجه "١/ ٥٣".
٢ سلمان الفارسي أبو عبيدة: ترجمة سلمان في الإصابة "٣/ ١٤١"، والاستيعاب "٢/ ١٣٤"، وأسد الغابة "٢/ ٣٢٨".
٣ تقدم تخريجه.
ترجمة أبو عبيدة بن الجراح القرشي الفهري:
أحد العشرة المبشرة بالجنة الذين كانوا أمام النبي ﷺ في الحروب ووراءه في الصلاة، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها، من السابقين الأولين، ومن قوادهم الفاتحين. فاتح الشام ومبيد دولة الروم منها، قال فيه ﵇: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" ١، وأراد أبو بكر أن يبايعه يوم السقيفة بالخلافة إذ قال الصحابة: رضيت لكم أحد هذين الرجلين. له ولعمر، وقال عمر لما وصل عنده للشام: كلنا غيَّرَتْنَا الدنيا غيرك يا أبا عبيدة، إذ لم يجد عنده في منزله شيئًا، ولا ما ينام عليه سوى كسوته وسرجه وسلاحه، ولذلك قال عند وفاته: لو كان أبو عبيدة حيًّا لأوصيت له بالخلافة. فذاك مما يدل على علمه وفضله، ومن فتاويه لما وجهه ﷺ رئيس سرية الخبط، وخرجت لهم حوت العنبر: نحن رسل رسول الله، وفي سبيل الله، فكلوا منها فأكلوا، ولما قدموا وأخبروا النبي ﷺ قبل فتواه، وقال: "هل معكم منه شيء وأكل" ٢. وهو الذي قال لعمر لما قدم الشام وأراد الرجوع من الطريق لأجل ما بلغه من الطاعون: أتفر من قدر الله؟ فقال: نفر من قدر الله إلى قدر الله، لو غيرك قالها يا أبا عبيدة٣. وذلك دالّ على جلالته عند عمر فمن دونه، وقالت عائشة: أحب أصحاب رسول الله إليه أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة. وفد ابنه معاذ بعد موته حيث خطب الناس فقال: إنكم فجعتم برجل ما أزعم والله أني رأيت من عباد الله قط أقل حقدًا، ولا أبر صدرًا، ولا أبعد غائلة، ولا أشد حياء للعاقبة، ولا أنصح للعامة منه، فترحموا عليه. اتفقوا أنه مات في طاعون عمواس عام "١٨" ثمان عشرة٤.
١ تقدم تخريجه.
٢ تقدم تخريجه.
٣ متفق عليه. البخاري في الطب "٧/ ١٦٩"، ومسلم في السلام "٧/ ٢٩".
٤ أبو عبيدة بن الجراح القرشي الفهري. ترجمته في الإصابة "٣/ ٥٨٦"، والاستعياب "٤/ ١٧١"، وأسد الغابة "٣/ ٨٠٤".
1 / 260