Fikiran Arab Moden: Pengaruh Revolusi Perancis dalam Arahannya Politik dan Sosial
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
Genre-genre
Le Directoire ، وهي حكومة جمهورية الصيغة قامت على قواعد دستور سنة 1795. ولا يغفل المؤرخون أن يذكروا أن هذه الحكومة سبقها عهد الردة الترميدورية على أثر إعدام روبسبيير ؛ فعادت إلى ميدان العمل عناصر ملكية (وجيروندية أيضا) همها الانتقام للأمس وإحداث المصاعب والمتاعب أملا بالرجعة. ومن المؤرخين من يذهب إلى أن 9 ترميدور وإزالة روبسبيير جاءا قبل الأوان، فتركا من الأثر والنفوذ للعناصر المعادية للثورة أو المترددة فيها ما جعل حياة فرنسا السياسية عرضة لدفع وجذب داخليين قويين. والذي لا شك فيه أن حكومة الإدارة ظهرت قاصرة عن معالجة المشاكل التي جابهتها؛ فقد وجدت أمامها الديون المالية الناشئة عن نفقات الحرب، ورأت تأزم التفاوت الاقتصادي بين طبقات الشعب، وكان في أعضائها فاسدون مرتشون
27
بعيدون عن النظافة الخلقية التي تجسمت في اليعقوبي الكبير روبسبيير، وكثرت خروق الحكومة للدستور،
28
واشتد حنق الشعب واستنكاره لحالة بؤسه، بينما انصرفت الهيئات الميسورة من المجتمع إلى حياة متعة وإسراف أوغلت فيها بعد عهد التقنين الروبسبيري والصوفية الثورية، وتكتل فقراء الشعب في باريس حول غراكوس بابوف وطالبوا بالمساواة الاقتصادية مع المساواة الحقوقية، فقمعتهم الحكومة، واصطدمت بالملكيين، واتضح أنها في الداخل بين ضغطين شديدين من اليسار واليمين.
وهكذا طرحت على بساط الضرورة مسألة حكم عسكري يضمن للطبقة التي قادت الثورة في الأصل (أي الطبقة الوسطى
Tiers Etat ) هدوءا داخليا، ويدفع بفرنسا في طريق التوسع الاستعماري؛ فكان نابليون قنصلا رئيسا، أول الأمر، بعد رجوعه من الحملة على مصر؛ وتلك هي «الفلتة» المعروفة ب 18 بريمير (سنة 1799)، ثم أصبح نابليون إمبراطورا متوجا موروثا سنة 1804، فانتهى عهد الجمهورية الأولى رسميا.
والمؤرخون يرون عادة في العهد النابليوني رجعة كلية عن مبادئ الثورة. ولا شك أن نابليون كان النتيجة المنتظرة للرجعة التي بدأت بالتاسع من ترميدور وإعدام روبسبيير، لكنها رجعة نسبية؛ فنابليون ظل يحمل مبادئ تقدمية حتى آخر عهده، وإن اختلفت أدوار حياته من هذا القبيل.
إن بونابرت، وهو ابن الثورة الذي خرج من رحمها وترعرع في حضنها، قد حمل شيئا عميقا من طابعها. ولا شك أن سيرته، بعد إعلان نفسه إمبراطورا على الخصوص، قد عملت على تعطيل كثير من ثمرات الثورة؛ وهذا ناتج عن صعوبة التوفيق بين الأمانة لروح الثورة وبين اتباع سياسة توسعية باتت تريدها الهيئة التي يمثل نابليون مصالحها بعد أن ضمنت لنفسها السيطرة في الداخل. لكن الرجل، في القانون المدني الشهير، بنى على التشكيل الجديد الذي تشكل به المجتمع الفرنسي نتيجة الثورة، وحمل في فتوحاته كثيرا من بذور المبادئ الثورية، بقصد منه أو بحتمية تاريخية؛ فلقد دفع بأوروبا في طريق اليقظة الوطنية والإصلاح، سواء أراد ذلك أم لم يرد. وصحيح أن الإمبراطور نابليون لم يأمر بالإصلاحات التي أدخلها فون شتاين مثلا على نظام بروسيا فاستقلت هذه الدولة ونهضت ودرجت في مدارج الشوكة والقوة، لكن فون شتاين وجماعته لم يكن ليفوتهم أن نهضة فرنسا التي استند إليها نابليون نشأت من الثورة وإصلاحاتها؛ ولذلك اتجهوا نحو الثورة الفرنسية لاستيحائها ورفع مستوى شعوبهم.
29
Halaman tidak diketahui