Fikiran Arab Moden: Pengaruh Revolusi Perancis dalam Arahannya Politik dan Sosial
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
Genre-genre
إعلان حقوق الإنسان1
فاتحة
القسم الأول: الثورة الفرنسية الكبرى
الفكر وعامله في الثورة
مجاري الثورة إلى الشرق
الأدباء والمفكرون العرب أمام الثورة
تياران يتفاعلان
القسم الثاني: نصوص مختارة
الأمير حيدر الشهابي (1761-1835)
أحمد فارس الشدياق (1801-1887)
Halaman tidak diketahui
رفاعة رافع الطهطاوي (1216-1290ه)
نوفل نعمة الله الطرابلسي (1812-1887)
فرنسيس فتح الله المراش (1836-1873)
جمال الدين الأفغاني (1839-1897)
الدكتور شاكر الخوري (1847-1911)
عبد الله النديم (1261-1314ه)
عبد الرحمن الكواكبي (1849-1902)
شبلي الشميل (1853-1917)
أديب إسحاق (1856-1885)
حسين باشا
Halaman tidak diketahui
روحي الخالدي (1864-؟)1
المطران يوسف الدبس (1833-1907)
ولي الدين يكن (1873-1931)
فرح أنطون (1874-1922)
مصطفى كامل باشا (1874-1908)
أمين البستاني (1854-1937)
أمين الريحاني (1876-1940)
الشيخ رشيد رضا (1865-1935)
مصطفى لطفي المنفلوطي (1876-1924)
جبران خليل جبران (1883-1931)
Halaman tidak diketahui
كتاب محاكمة مدحت باشا
محمد كرد علي
يوسف جرجس زخم
الدكتور أيوب تابت
عبد الرحمن عزام1
محمد جميل بيهم
الشيخ مصطفى الغلاييني1
القسم الثالث: ملحق شعري
إلياس صالح (1870-1895)
أحمد شوقي (1868-1932)
Halaman tidak diketahui
خليل مطران
جميل صدقي الزهاوي (؟-1936)
معروف الرصافي
بشارة الخوري
إلياس أبو شبكة
خاتمة
أهم مراجع الكتاب
إعلان حقوق الإنسان1
فاتحة
القسم الأول: الثورة الفرنسية الكبرى
Halaman tidak diketahui
الفكر وعامله في الثورة
مجاري الثورة إلى الشرق
الأدباء والمفكرون العرب أمام الثورة
تياران يتفاعلان
القسم الثاني: نصوص مختارة
الأمير حيدر الشهابي (1761-1835)
أحمد فارس الشدياق (1801-1887)
رفاعة رافع الطهطاوي (1216-1290ه)
نوفل نعمة الله الطرابلسي (1812-1887)
فرنسيس فتح الله المراش (1836-1873)
Halaman tidak diketahui
جمال الدين الأفغاني (1839-1897)
الدكتور شاكر الخوري (1847-1911)
عبد الله النديم (1261-1314ه)
عبد الرحمن الكواكبي (1849-1902)
شبلي الشميل (1853-1917)
أديب إسحاق (1856-1885)
حسين باشا
روحي الخالدي (1864-؟)1
المطران يوسف الدبس (1833-1907)
ولي الدين يكن (1873-1931)
Halaman tidak diketahui
فرح أنطون (1874-1922)
مصطفى كامل باشا (1874-1908)
أمين البستاني (1854-1937)
أمين الريحاني (1876-1940)
الشيخ رشيد رضا (1865-1935)
مصطفى لطفي المنفلوطي (1876-1924)
جبران خليل جبران (1883-1931)
كتاب محاكمة مدحت باشا
محمد كرد علي
يوسف جرجس زخم
Halaman tidak diketahui
الدكتور أيوب تابت
عبد الرحمن عزام1
محمد جميل بيهم
الشيخ مصطفى الغلاييني1
القسم الثالث: ملحق شعري
إلياس صالح (1870-1895)
أحمد شوقي (1868-1932)
خليل مطران
جميل صدقي الزهاوي (؟-1936)
معروف الرصافي
Halaman tidak diketahui
بشارة الخوري
إلياس أبو شبكة
خاتمة
أهم مراجع الكتاب
الفكر العربي الحديث
الفكر العربي الحديث
أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
تأليف
رئيف خوري
مقدمة
Halaman tidak diketahui
بقلم عمر فاخوري «يا عدو التاريخ!» بهذه الصيحة تلقيت ، ذات مساء، صديقنا رئيف خوري، لست أذكر لأي مناسبة، لكن أكبر الظن أني رأيته يومذاك يشن إحدى غاراته العنيفة، الموفقة، على جزء من التاريخ، أو على بعض أنواعه؛ فرد علي بابتسامته الطلقة الصريحة التي لا يعوزها من القهقهة غير الصوت ... إن ابتسامة رئيف خوري هي «عنوان» الصحة التي يتمتع بها في جسمه وروحه على السواء، تلك العافية السابغة التي لا تفتأ تنعكس متضاعفة متزايدة، من أحدهما على الآخر، حتى ليس يعلم أيهما الأوفر ربحا أو الأكثر غنيمة. على أني لم أعرف فتى أعظم من رئيف خوري إنفاقا مما رزقه الله ...
ومن قبيل العافية أيضا ما راض عليه رئيف خوري نفسه من ألا يقبل شيئا «على علاته». أعني أنه «يصحح» كل ما يسمع ويشهد من أقوال ووقائع؛ فهو يترجمها رأسا، دون تقاعس أو التواء، في لغة الحقيقة التي يجيدها قراءة وكتابة، فكرا وعملا. وليس لهذه الحقيقة عنده إلا خصمان لا ثالث لهما (لكن لله، ما أضخم جيشيهما!): سوء النية وسوء الفهم. الحقيقة الأخيرة، لا النهاية «الخيرة»؛ بمعنى المحصل الحسابي لوجوه المسألة المتعددة، ولظروفها الملازمة لها، ولأطوارها المتعاقبة التي لا تتغاير تماما، كما أنها لا تتشابه تماما، أما «النهائي» فليس له، مع الحياة والصيرورة، وجود. «يا عدو التاريخ!» لقد صحت بها حقا، لكن لو أتاني الآن من يزعم أني إذ قلتها أسمعت أيضا كرجع الصدى: «يا عدو نفسه!» لم أتهم أذنه ولا ذهنه. إن أكبر شطري التاريخ أسماء تود لو تنسى، وأحداث تريد أن تضيع، بقدر ما يحتمل «الكون» ضياعا أو يصبر على خسارة؛ فلا جرم أن رئيف خوري يخال نفسه موكلا بصديقه التاريخ، يساعده على طرح بعض أعبائه، لإنقاذ السفينة من الغرق. إن صداقة رئيف خوري والتاريخ لمن ذلك النوع الجيد الذي أرسلت في مدحه الأمثال: «صديقك من صدقك، لا من صدقك.»
لقد أولع رئيف خوري زمنا بنظم السلسلة الذهبية التي تجمع بين طرفيها «تقليدنا الثوري التحرري» منذ المحاولات الأولى، فطفق يبحث جادا في كتب التاريخ والأدب العربية عن الحلقات الضائعة من ذلك «التراث الإنساني النفيس»، وكان كل مرة يرجع مثقلا ، كالنحلة، مما اختاره من كلام مأثور وصنيع مشكور. وفي النادر ما كان يقف من التاريخ على إطلالة حيث تطن النحلة كما يطن الذباب، إنما لا يجني ما يجنيه النحل.
ولعل أطول وقفة لرئيف خوري على أطلال التاريخ هذه الفصول التي عقدها حول «الفكر العربي الحديث»، وكيف تم لقاحه بمبادئ «الثورة الفرنسية». سوى أننا نظلم المؤلف إذا نحن لم نسلم، عن طيب خاطر، بأن أكثر تمهله وتأمله هو في الأمكنة الطيبة بين رسوم دوارس: زهرة هنا لا تزال متألقة تضوع، وبقية أرج هناك من جنينة مفقودة. وكأي من أسماء منسية يذكرها، وصحائف مطوية ينشرها؛ تلك هي خطته في «الإنقاذ التاريخي» التي لم يحد عنها، لكنه اليوم يجري عليها عكسا لا طردا؛ إذ يعمل على أن يستنقذ «من» السفينة بعض حمولتها الثمينة، ثم يترك المركب لمصيره.
ونضرب لك مثلا لتنظر كيف «يعامل» رئيف خوري طائفة من الأخبار التي يكفي أن تتواتر حتى تصير «تاريخا»؛ يقص المؤلف فيما يقصه علينا نبأ المفاوضة بين العرب والفرس قبل القادسية الحاسمة؛ ففي رواية أن المفاوض العربي كان المغيرة بن شعبة؛ من معارف التاريخ، وفي رواية أخرى أن المفاوض كان إنسانا يدعى زهرة؛ من نكراته. ليس بمستبعد أن يكون ثمة مفاوضان، أو مفاوض وترجمانه، لكن هذا يهم التحقيق التاريخي (أو الاصطلاحي) وحده، أما «الحقيقة الإنسانية» فهي في كلتا الروايتين على السواء: في أولاهما يسمع رستم، قائد الفرس، كلاما من زهرة: «إن الدين الجديد (أي الإسلام) يخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله.» وهي عبارة تحمل على الظن بأنها مترجمة عن الفارسية، فيحتج رستم بأن «أهل فارس، منذ ولي أردشير، لم يدعوا أحدا يخرج من عمله من السفلة، وكانوا يقولون: إذا خرجوا من أعمالهم تعدوا طورهم وعادوا أشرافهم.» أما في الرواية الأخرى فيسمع أشراف الفرس كلاما من المغيرة بن شعبة: «إنا معشر العرب لا يستعبد بعضنا بعضا ... كان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض ... اليوم علمت أنكم مغلوبون؛ إن ملكا لا يقوم على هذه السيرة ولا هذه العقول.» فيتهامس الأشراف قائلين: «والله لقد رمى بكلام لا يزال عبيدنا ينزعون - أي يميلون - إليه.» ويقول رئيف خوري: «إن معنى هذا في لغة علم الاجتماع الحديث أن النظام الاجتماعي الفارسي كان نظاما يقسم السفلة (أي جماهير الشعب) إلى طوائف، يلتزم كل فرد طائفته التي ولد فيها ووضعه الاجتماعي؛ لا حق له أن يتزحزح عنه؛ فهو فلاح قن مثلا، يكون ابنه فلاحا قنا أيضا، وهو محترف عمل الأحذية مثلا، يكون ابنه محترفا عمل الأحذية أيضا ... إن هذا الدين الجديد لن يقبل بنظام اجتماعي إقطاعي متحجر كالنظام الفارسي، ولن يقر الأوتوقراطية الفارسية ويلقي الحبل على الغارب للأشراف والدهاقين.» وهكذا نرى رئيف خوري، الذي يسمي «الأخبار» عن المفاوضة بين العرب والفرس «محاضر»، توكيدا لصحتها رغم كل الظواهر، يرسل على الناحية «الثورية التقدمية» في الإسلام نورا كاشفا. إن المفاوض العربي - كيفما تسمى - كان، في الحقيقة التي تهم التاريخ الإنساني، واحدا، كما أن المفاوض الفارسي كان واحدا في تلك الحقيقة أيضا؛ لأن الحوار الذي استؤنف عهد ذاك بينهما إنما هو الحوار المستمر بين عالمين: قديم وجديد؛ حوار واحد لم يتعدد.
وذلك وأمثاله، في رأي رئيف خوري، ما كان يقرؤه أعلام نهضتنا الحديثة في أثناء التراث العربي القديم، ويتدبرونه «فيخلق فيهم استعدادا نفسيا كبيرا للإعجاب بالثورة الفرنسية.» فالحادث التاريخي الذي أراد المؤلف إثباته و«تحقيقه» ليس «خبر» المفاوضة بين العرب والفرس، بل «خبر» الاستعداد النفسي عند مفكري العرب الإصلاحيين في القرن الماضي لتقبل المبادئ الجديدة، الأجنبية في صيغها أو أشكالها، الأصيلة في جوهرها أو فحواها، «تبعا لتقارب الأشواق الإنسانية واتجاهها في الحياة الاجتماعية نحو الخير والتجديد والعدل والرفق والحرية وسائر المثل والقيم العليا ... على أن الإسلام وثبة تقدمية جبارة، والوثبات التقدمية الجبارة، في كل العصور، لا يخلو بعضها من مضمون بعض.» وإذا كان غوته قد هتف مساء اليوم الذي نشبت فيه معركة فالمي: «من هذا المكان، منذ اليوم، تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الدنيا»، فإن نقولا الترك لم يبعد عنه كثيرا، إذ ذكر «الثورة الكبرى وقيام المشيخة الفرنساوية» في جملة «الحادثات الكونية، والحركات الكلية». على أن في الكتاب نماذج شتى وطريفة من هذا «التقارب الإنساني» الذي يعد المؤلف بين خيرة ممثليه في الجيل الحاضر.
إن رئيف خوري، الأديب في سويدائه، والشاعر الذي يحرص على صياغة قصائده وصقلها كما كانوا يحرصون على تجويد السيوف والألطاف، يعرف أيضا كيف يترسل في نثره الكتابي والخطابي ترسلا لا أثر للصنعة فيه، بل لا ضابط له غير المنطق الخفي حينا، الظاهر أحيانا. وهو في مواقفه، الغنية السخية، هذه لا يخشى تهمة ابتذال يقذفه بها متأنق أو متظرف من أولئك الذين يرتمون في أحضان تفكيرهم «الذاتي» كمن يتمتع بجسد خيالي ... حرية، مساواة، إخاء! ما ذنبنا إن تكن «الألفاظ» غزيرة الإصدار في السوق، كالنقد المتضخم الذي لا يني ينحط قيمة وثمنا؟ وما ذنبنا إن تكن «المبادئ» أبعد شيء عن الابتذال لأنها ما زالت أبعد شيء عن التحقيق العملي؟ يقول رئيف خوري في معرض كلامه على روسو: «... إن غيره ظل يفكر في نطاق مكتبة صغيرة أو حلقة ضيقة من النخبة المختارة، بينما استطاع روسو أن يحرك أعماق الشعب ويجعل من مذهبه دستورا للعمل. إنه من الكتاب القلائل الذين ترن كلماتهم برنة الصدق، ويشعر القارئ لدى مطالعتهم أنهم، إذ يدعونه إلى التفكير، يدعونه إلى العمل أيضا» كأن الكلمة مقولة في رئيف خوري نفسه!
وبالجملة، إن رئيف خوري، حتى في كتابته التاريخ، لا يقف على أطلال الماضي مقدار ما يقف على تصاميم المستقبل. ولقد ولد كتابه هذا تحت طالع مزدوج من «العقل الذي يبدد سحب الجهالة»، ومن العاطفة التي تمنح القلوب حرارتها. فبورك في ذلك القران السعيد!
إعلان حقوق الإنسان1
(1)
Halaman tidak diketahui
الناس يولدون ويظلون أحرارا ومتساوين في الحقوق. (2)
هذه الحقوق هي: الحرية والتملك والأمن ومقاومة الجور. (3)
مبدأ كل سلطة مستقر في الأمة؛ لا يمكن لأي مجموع أو لأي فرد كان أن يستخدم سلطة غير آتية عنها صراحة. (4)
قوام الحرية أن يطاع عمل كل ما لا يضر بالغير. (5)
لا يحق للقانون أن يمنع غير الأعمال المضرة بالهيئة العامة. (6)
الشريعة هي مظهر الإرادة العامة، ولكل الوطنيين، ذاتيا أو بواسطة نوابهم، حق الاشتراك في سنها. ويجب أن تكون واحدة للكل، سواء كان في صون الحقوق أم في العقوبات. ولما كان كل الوطنيين متساوين إزاءها، فهم كذلك يقبلون في كل المراتب والمناصب والوظائف العامة بحسب اقتدارهم وفضائلهم ومواهبهم العقلية. (7)
لا يمكن الشكوى على أي إنسان كان أو القبض عليه أو توقيفه إلا في الأحوال المعينة في القانون وبحسب الكيفية المرسومة فيه. (8)
لا يسوغ القانون أن يضع غير العقوبات الضرورية ضرورة أكيدة وصريحة، ولا يمكن معاقبة أي كان إلا بموجب قانون وضع ونشر وأصبح نافذا قبل وقوع الجرم وعمل به على النظام. (9)
لما كان كل إنسان يعتبر بريئا إلى أن يعلن مجرما، فإذا ارتئي وجوب توقيعه واستعمل بحقه عنف لم يكن ضروريا للتأمين من شخصه، فعلى القانون أن يعاقب على ذلك بكل شدة. (10)
لا يجوز تنكيد أي كان بسبب آرائه، حتى الدينية منها، ما دام إبداؤها لا يخل بالنظام العام حسبما قرره القانون. (11)
Halaman tidak diketahui
حرية نشر الأفكار والآراء حق من أثمن حقوق الإنسان؛ فلكل وطني إذن أن يتكلم ويكتب ويطبع بملء الحرية، إلا أنه مسئول عن خرق هذه الحرية في الأحوال المعينة في القانون. (12)
ضمان حقوق الإنسان والوطنيين يستلزم قوة عامة. (13)
يتحتم، للقيام بهذه القوة العامة ونفقات الإدارة، وضع رسوم عامة يجب توزيعها على جميع الوطنيين بالسواء، كل على قدر طاقته. (14)
يحق لكل الوطنيين أن يتحققوا، بالذات أو بواسطة نوابهم، لزوم الرسوم العامة، وأن يقبلوا بها عن رضى، وأن يحددوا مقدارها ومدتها وكيفية تقسيمها وتحصيلها، وأن يتتبعوا كيفية صرفها. (15)
يحق للهيئة العامة أن تسأل كل موظف عام عن إدارته. (16)
كل هيئة عامة لا يكون فيها ضمان الحقوق مكفولا وتفريق السلطة محدودا، فهي ليست على شيء من القانون الأساسي. (17)
لما كان التملك حقا مقدسا لا يمس، فلا يمكن نزعه عن أي إنسان كان إلا إذا استلزمت ذلك المصلحة العامة استلزاما بينا ثابتا شرعا، وبشرط دفع تعويض عادل مقدما.
فاتحة
إن الثورة الفرنسية، وفرنسا الثائرة، وما أشبه مما رأيته في عنوان الكتاب وتراه مرددا في تضاعيف سطوره، كلام له - أيها القارئ - معنى يجب ألا يخلط بينه وبين غيره من المعاني.
هذه كلمتي الأولى أقولها لك، وأتركك وهذه الفصول الطوية والنصوص المختارة من كبار أدبائنا ومفكرينا. وقد كنت أحب أن أقول شيئا في هذه الفاتحة آثرت أن أتركه للخاتمة، وما دامت مقدمات الكتب توضع آخر شيء بعد الفراغ من التأليف، فإنني أرى أن تكون مقدمتي آخر صفحات الكتاب لا أوله.
Halaman tidak diketahui
أما إرنست رينان، وما عيرنا به من أننا عدمنا ولو ثائرا واحدا، فأرجو ألا يعطيه هذا الكتاب إلا نصف الحق على الأكثر.
رئيف خوري
بيروت، 8 أيلول 1943
تنبيه
في هذا الكتاب قسم مستقل أشرنا إليه بعنوان «نصوص مختارة»، وقد جعلنا النصوص التي اخترناها لكل أديب في فصل على حدة توجناه باسمه.
للحياة وجهان: أحدهما الاغتذاء والهضم، والآخر الإنتاج والخصب. وبالقدر الذي تأخذه الحياة ينبغي لها أن تعطي؛ هذا قانونها. الحياة كاللهب، ليس يمكن حفظها إلا إذا هي أعطت من مادتها. يصح هذا على العقل كما يصح على البدن، ومن المستحيل على العقل (الذكاء) أن ينحصر في ذاته. إنه كاللهب الذي لا بد له من إعطاء النور بطبيعة خلقه. وهذه القوة نفسها - قوة التمدد - قائمة في أحاسيسنا، فعلينا أن نقاسم «غيرنا» أفراحنا وأحزاننا. إن من طبيعتنا أن نكون اجتماعيين. نحن لا نكفي ذاتنا بذاتنا؛ فلدينا من الدموع أكثر مما نحتاج إليه في أحزاننا، ولدينا من احتياطي السرور أكثر مما تستطيع سعادتنا أن تبرر. يجب أن نمضي إلى الآخرين، ونكثر أنفسنا بالاتصال عن طريق الفكر والشعور. الحياة هي الخصب، وبالعكس، الخصب هو الحياة؛ «الحياة» الأشد امتلاء. إنه الوجود الصحيح. هناك سخاء وكرم لا ينسلخان عن الوجود، وبدونهما نموت ونجف من الصميم، فيجب أن نزهر. والأخلاق الطيبة والنزاهة تلك هي زهرة الحياة الإنسانية. والمثل الأعلى ليس على نقيض العالم، ولكنه سابق له. إن المثل الأعلى، في أصله، شبيه بفكرنا الذي ينشق عن «الطبيعة»، ويمشي قدامها مستطلعا، مهيئا الرقي المطرد. الواقع والمثل الأعلى متفاهمان في الحياة؛ لأن الحياة، على وجه العموم، كائنة وفي حالة الصيرورة في آن واحد. من يقل الحياة يقل التطور.
ج. م. غيو
Guillot ، صفحات مختارة
ماذا أغنت عنا جميع تدابيرنا؟ إن الإيمان والفكر قد حطما قيود الشعب؛ إن الإيمان والفكر قد حررا الأرض. أردنا أن نفرق الناس بعضهم عن بعض، لكن جورنا ألف بينهم وألبهم علينا. هرقنا دماءهم فوقعت على رءوسنا. بذرنا الفساد فتشبثت جذوره بتربتنا وتأكلت عظامنا. ولقد حسبنا أننا خنقنا الحرية، لكن أنفاسها لفحت جذور سلطتها وأيبستها.
لامنيه
Halaman tidak diketahui
Lammenais ، أقوال مؤمن
ما معنى أن يحب الإنسان وطنه؟ ما معنى أن يكون الإنسان وطنيا؟ إذا كان الشاعر منصرفا مدى حياته إلى محاربة التعصب وإزالة النظرات الضيقة وإنارة ذهن قومه وتصفية ذوقهم وترقية آرائهم وأفكارهم، فقولوا كيف يمكنه أن يكون وطنيا على وجه خير من هذا الوجه؟
غوته
Goethe ، أحاديث مع إكرمن
أما بعد، فقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإذا استقمت فأعينوني، وإذا زغت فقوموني.
أبو بكر الصديق ... فئة لا يزالون يؤلمون أسماعنا بما يكررون من سفساف القول، من مثل: إنا تعودنا احتمال الظلم والحيف والعناء والخدمة والرق، فلن يستقل لنا رأي ولن نهتدي سبيل الحرية. كأنما هم لا يعلمون أن أهل الغرب أجمعين تعودوا مثل ذلك الحيف أعصارا، أو كانوا في قديم الأيام على ضروب من الرق وانخفاض الجناح، وأن العالم بأسره كان فريقين: أحرارا يظلمون، وعبيدا يطيعون!
أديب إسحاق
دم الثوار تعرفه فرنسا
وتعلم أنه نور وحق
جرى في أرضها فيه حياة
Halaman tidak diketahui
كمنهل السماء، وفيه رزق
بلاد مات فتيتها لتحيا
وزالوا دون قومهم ليبقوا
وحررت الشعوب على قناها
فكيف على قناها تسترق؟
أحمد شوقي
إذا كانت آلامنا من السياسة الفرنسية شديدة ... فإننا لا نريد أن ندخل اليأس على قلوبنا من حياة الأمة الفرنسية ويقظتها ومستقبلها العظيم.
مصطفى كامل باشا
لا تقولوا لي: كم هي شاحبة فرنسا هذه! فقد أهرقت دمها من أجلكم ... ولما فرغت يدها أعطت روحها التي منها تحيون.
ميشله
Halaman tidak diketahui
Michelet ، الشعب يخاطب الأمم
القسم الأول
الثورة الفرنسية الكبرى
أهم الثورات العظمى المتأخرة هي الثورة الفرنسية المشهورة التي حدثت سنة 1789، وهي المراد في التواريخ عند الإطلاق، فإذا قيل زمن الثورة الفرنسية كانت هي المقصودة. (دائرة المعارف للبستاني، مادة ثورة، جزء 6) ... الانقلاب الكبير الذي حدث فيها (فرنسا) فغير معالمها، وثل منها عرش الاستبداد، وحرر العقول، وبدل الظلام بالنور، ووضع العدل في موضع الظلم، وجرى بسبب ذلك من الفظائع الدموية ما تقشعر من سماع حديثه الجلود. (روحي الخالدي، تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوغو)
وقد اتفق المؤرخون بأن هذه الثائرة الفرنساوية تكون نهاية للقسم الثاني من القرن الأخير. (نوفل نعمة الله نوفل الطرابلسي، زبدة الصحائف في سياحة المعارف)
ثورة الفرنسيين سنة 1789 ... كانت أم الثورات، ومطلع فجر الحرية للعالم كله.
1 (أمين البستاني، مقالته: الديمقراطية)
لما كان مدار بحثنا على الثورة الفرنسية ومفكريها وأعلامها وحوادثها الجسيمة ومبادئها، وتأثير ذلك كله في الأعلام من أدبائنا ومفكرينا، فقد وجب أن نلم، ولو إلماما يسيرا، بما هو ضروري لنا من تاريخها.
يجري الكتاب عن الثورة الفرنسية على تقسيم بحوثهم فيها إلى الأقسام التالية:
تمهيد يدرسون فيه وضع فرنسا قبل الثورة، وهو الوضع الذي أصبح يعرف باسم «النظام القديم»
Halaman tidak diketahui
L’Ancien Régime ، فيذكرون الملكية المطلقة وارتكازها إلى حق الملوك الإلهي،
2
وانقسام البلاد إلى أربع طبقات وفق المنبت الاجتماعي: طبقة الأشراف، أسياد الإكليروس، الطبقة الثالثة، ثم الطبقة الرابعة في أدنى درجات السلم الاجتماعي. ثم يذكر المؤرخون بذخ البلاط في فرساي، ووقوع الخزينة في العجز بسبب الحروب وكثرة النفقات، ويذكرون ثقل الضرائب والحاجة المتكررة إلى عقد القروض، ويفصلون امتيازات الأشراف والإكليروس في قضية الضرائب وفي تسخير المزارعين، ويذكرون القيود على حرية الرأي وسجن الباستيل والتحارير المختومة
Lettres de cachets
وكيف كان من الميسور استصدارها بالرشوة وحبس الأبرياء؛ ويذكرون الحدود الإقطاعية التي كانت تفصل جزءا من فرنسا عن جزء وتعرقل حرية التجارة بما يفرضه الأسياد الإقطاعيون من مكوس.
ثم يلتفتون إلى ذكر الفئات النامية في حضن المجتمع الفرنسي، أو إلى القوى الجديدة التي نبضت في حياة فرنسا الاقتصادية والعقلية، فكانت قاعدة الثورة ومركز تموينها ماديا ومعنويا؛ وهنا يذكر المؤرخون أعلام الفكر الذين سبقوا الثورة ممن عرفوا ب «الفلاسفة» و«الإنسكلوبيديين» و«الاقتصاديين» أو «الفيزيوكرات» و«البلوتوقراط»، وسنفرد لهم فصلا خاصا؛ ويذكرون أيضا نهضة الطبقة الثالثة
Tiers Etat ، وهي الطبقة الملاكة الناشطة: طبقة الفلاحين أصحاب العقارات الصغيرة، وسكان المدن
3
التجار والمصنعين، مع من يلحق بهم من المثقفين لا سيما المحامين.
والطبقة الثالثة هذه هي الطبقة الوسطى؛ لأنها كانت في مركز وسط بين طبقتي الأشراف والإكليروس.
Halaman tidak diketahui
4
والطبقة الرابعة المتشكلة من أفقر فقراء الريف والمدينة الذين يعيشون من العمل في أرض لا تخصهم أو في محترف لا يملكونه. ولعل أحدا لم ينطق بلسان الطبقة الثالثة فيمثل وضعها وطموحها كما فعل الأب «سييه» إذ قال في أحد كراريسه: «ما هي الطبقة الثالثة؟ هي كل شيء! ماذا كانت حتى الآن؟ لا شيء! ماذا تريد أن تكون؟ شيئا!»
ولا يغفل مؤرخو الثورة أن يذكروا أيضا، في تمهيدهم، أثر العوامل الخارجية التي مثلت دورها في التشجيع على هذا الانقلاب الكبير، كالثورة الإنكليزية
5
والثورة الاستقلالية الأميركية.
6
ومن هذا التمهيد ينتقل المؤرخون إلى الحوادث التي كانت مقدمة للثورة، فيذكرون الانهيار المالي الذي بات يهدد الخزينة ويضغط على الملك حتى لم يبق له مناص من التماس المخرج العاجل؛ ويذكرون كيف استشاط الرأي العام غب انتشار تقرير الوزير «نكر»، وهو التقرير الذي فضح فيه سنة 1781 تضعضع المالية وإسراف البلاط. ويذكرون الخيبة التي اصطدم بها الوزير «كالون» في حمله الأعيان
Les Notables
على القبول ببرنامج إصلاحه لتعديل الإساءات
Les Abus
Halaman tidak diketahui
في الأوضاع القائمة.
ثم يذكر المؤرخون كيف رضي الملك بانعقاد مجلس باريس - أهم المجالس الفرنسية - للموافقة على عقد قرض، لكن المجلس أبى أن يتحمل التبعة وحده، وجعل إنشاء القروض والضرائب من خصائص البلاد الممثلة في مجالسها؛ ويذكرون كيف فكرت المجالس بالانعقاد، وطلب دورة عامة تلتئم فيها جميعا فتبحث في طرق الإصلاح ووسائله؛ ويذكرون كيف أقدم مجلس إقليم «الدوفينه» على الانعقاد بنفسه في تموز سنة 1788، فوجد الملك أن لا مناص له مما تطلب البلاد فوافق في شهر آب على دورة عامة تعقدها المجالس جميعها في فرساي في الخامس من شهر أيار سنة 1789.
وهنا يذكر المؤرخون كيف انصرفت طبقات الأمة: الأشراف والإكليروس والطبقة الثالثة، كل إلى اختيار نوابها الذين سيمثلونها في فرساي. ويذكرون كيف ألغيت المراقبة وأطلقت الحريات لمناسبة الانتخابات، وكيف أقبلت «الطبقة الثالثة» بموسم من الكراريس
Cahiers
تعين وجهة نظرها في الإصلاحات المنشودة. وكانت هذه الطبقة، بالاستناد إلى كثرة أفرادها (97 في المائة من الأمة)، صريحة في طلب عدد من الممثلين لها يساوي مجموع ممثلي الطبقتين الأخريين: الأشراف والإكليروس. وكانت كذلك صريحة في طلب اجتماع النواب كلهم هيئة واحدة، وفي طلب التصويت بالأفراد لا بالطبقة، ثم في طلب دستور وطني يقيد «السلطة المطلقة التي هي منبع الشرور النازلة بالدولة»، على تعبير أحد الكراريس.
ومن هنا يتقدم المؤرخون إلى ذكرى انعقاد المجالس في دورة عامة، في الموعد المضروب؛ أي في 5 أيار سنة 1789. ولم تكن هذه المجالس قد انعقدت في دورة عامة منذ سنة 1614 أيام الملك القاصر لويس الثالث عشر وأمه الوصية على العرش ماري المديتشية. وكان ممثلو الطبقة الثالثة لم ينسوا كيف زل أحدهم، يومذاك، فقال: «نحن أبناء أسرة واحدة؛ الأشراف هم الإخوة الكبار ونحن الإخوة الصغار.» فغلى دم نبيل من النبلاء و«رقص» عليه عصاه جزاء وفاقا لهذه الإهانة. ولم يكونوا قد نسوا أيضا كلمات روبير ميرون إذ قال: «الملك هو السيد، ولكن شرط أن يحكم الحكم الصالح؛ فالشعب لا يلبث أن يدرك أن الجندي ليس إلا فلاحا يحمل السلاح!» فلم يطل الوقت حتى وفد النواب مرة إلى قاعة الاجتماع فوجدوها مقفلة، وقال لهم قائل: «لقد احتاج إليها البلاط الملكي لحفلة رقص تقام قريبا!» فعادوا أدراجهم، وانطوت القضية.
أجل، يذكر مؤرخو الثورة الفرنسية كيف أن نواب الطبقة الثالثة كانوا في سنة 1789 عازمين على ألا تنطوي القضية كما انطوت سنة 1614.
وبدأت المشادة العنيفة الحادة. وأصر ممثلو الطبقة الثالثة على أن تكون الجلسات مشتركة بين النواب جميعهم حتى لا يجتمع ممثلو كل طبقة على حدة، وأصروا على طلب التصويت فردا فردا لا طبقة طبقة. وكان قد سبق لهم أن نجحوا في إرسال عدد من النواب يساوي نواب الطبقتين الأخريين.
7
وهكذا بات في إمكانهم إحراز الأكثرية في الجلسات؛ لأنهم كانوا يتوقعون أن تنحاز إليهم فئة الأشراف الصغار والإكليروس الفقراء كما حصل فعلا فيما بعد.
Halaman tidak diketahui