Fikiran Arab Moden: Pengaruh Revolusi Perancis dalam Arahannya Politik dan Sosial
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
Genre-genre
ومما انتقد فيه على فيكتور هوغو من جهة الأخلاق تبدل رأيه السياسي وتقلبه فيه ذات اليمين إلى ذات الشمال ومن حزب الملكية إلى حزب الجمهورية. ورأينا جوابه على هذا الاعتراض بقوله: إن مدحنا الرجل بالثبات على رأي واحد في السياسة مدة طويلة ليس بمدح مستحسن، وإنما هو كمدحنا الماء الراكد وتفضيلنا إياه على الماء الجاري. والجواب الصحيح على هذا الاعتراض أن فيكتور هوغو مع ظهور معجزاته في المعاني ما هو إلا بشر غير معصوم تميل نفسه إلى شهواتها التي منها التقرب من الملوك وأولي الأمر، ولكنا نجده محافظا على الاعتدال في أمر الشهوات النفسية صبورا متجلدا عند الحاجة. وبينما نرى أمثاله وأقرانه من أدباء باريس لا يقنع أحدهم بعشر نسوة نجده اقتصر هو على اثنتين: أم أولاده، والممثلة البارعة جوليت. ومن غريب أمر هذا الشاعر أنه خالف القاعدة المطردة في عظماء الرجال، فكان في شبابه من حزب الملكيين المحافظين على بقاء الحال على ما كانت عليه، فانقلب من ذلك رويدا رويدا حتى صار في شيخوخته من حزب المفرطين في محبة الحرية المائلين للانقلاب والارتقاء الشديد العداوة للاستبداد والمستبدين. وهذا خلاف المطرد في أخلاق الرجال فإنهم كلما تقدموا في السن عدلوا عن حب التجدد والانقلاب والحرية ومالوا للبقاء على حالتهم الراهنة. (عن كتاب «تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب»)
المطران يوسف الدبس (1833-1907)
(1) من حوادث سوريا أيام السلطان عبد الحميد الأول
إن السلطان مصطفى الثالث توفي سنة 1774 وخلفه أخوه السلطان عبد الحميد الأول. ومما كان في أيامه بسوريا أنه لما كان الجزار قد نصب واليا على صيدا سنة 1776، خاف الأمير يوسف حاكم لبنان لما كان بينهما من العداوة، وأسر بالأمر لحسن باشا المكلف بإصلاح شئون سوريا فأجابه: «كن آمنا فإذا رجعت إلى الآستانة عزلته.» وطلب منه أن يدفع له ماية ألف قرش كانت باقية عليه من المال الأميري، فوضع الأمير يوسف يده على ريع عقارات تخص الحكومة كانت بيد أقربائه، فثار الأمراء عليه ونهضوا إلى البقاع، فحشد الأمير رجالا سار بهم ففروا من وجهه، واسترضاه الأمير إسماعيل حاكم حاصبيا عنهم، وبقي أخواه الأميران: سيد أحمد وأفندي،
1
يحزبان عليه، فاضطر الأمير أن يرد عليهما إقطاعهما.
وسافر حسن باشا إلى الآستانة، ونهض الجزار بعسكر من صيدا إلى بيروت فاستحوذ عليها وضبط أملاك الشهابيين بها، وشدد على الأمير يوسف بطلب الأموال عن ثلاث سنين ماضية، فكتب الأمير إلى حسن باشا وكان قد بلغ إلى قبرص فعاد وأخرج الجزار من بيروت وطيب قلب الأمير. وبينما كان فرسان الجزار راجعين إلى صيدا أكمن لهم المشايخ النكدية في السعديات بقرب الدامور، فاندفع الفرسان عليهم وقتلوا منهم كثيرين وأسروا شيخين منهم. وكتب الأمير يوسف إلى الجزار معتذرا بأن ذلك لم يكن بعلمه، والتمس إطلاق الشيخين، وجعل له فدية عن ذلك ماية ألف قرش، فأجابه الجزار إلى ذلك. ووزع الأمير المبلغ على البلاد فأبى الأمراء اللمعيون دفع ما نابهم منه، فالتمس الأمير من الجزار إرغامهم على الدفع فأرسل عسكرا على المتن فأحرق المكلس والدكواني والجديدة وقتل جماعة، ثم دهم الشويفات فصده رجالها، فقفل إلى بيروت، ثم سار إلى صيدا وخرج منها بعسكر إلى البقاع وضبط كل ما بها للبنانيين من الغلات، فاتفق حينئذ الأمير يوسف مع الأمراء اللمعيين وجمع منهم عسكرا زحف بهم إلى المغيثة وكان بين الفريقين وقعات كان النصر فيها لعساكر الجزار ...
وفي سنة 1782 أحدث الأمير يوسف
2
ضريبة على التوت سموها البزرية، فأثار أخواه
Halaman tidak diketahui