Falsafah dan Seni Musik

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
139

Falsafah dan Seni Musik

الفيلسوف وفن الموسيقى

Genre-genre

Hector Berlioz » (1803-1869م) كان ينظر إلى باخ وأسلوبه المعقد في «الكنترابنط» على أنه بقية من بقايا ماض موسيقي متحذلق، وكان أهم ما يشغل برليوز هو اللحن، أعني تلك الفقرات اللحنية الطويلة الخالصة التي تحلق إلى قمم الفخامة وتثريها مجموعات متنوعة من الآلات التي أضفت على الموسيقى لونا وبريقا لم يسمع في الأوركسترا من قبل. ومن هنا كان قوله: «إنني أحرص دائما على إغداق اللحن على مؤلفاتي عن سعة.» وكان للكلمة المنطوقة في نظرية برليوز الجمالية مكانة ثانوية؛ فقد وجدت روحه الرومانتيكية في الأوركسترا وسيطا تعبيريا قادرا على غناء أعذب المعاني العلوية، وعلى أن ينقل إلى السامع مجموعات نغمية قوية موحية، ويحرك مشاعره بعمق.

ولقد كان فردريك شوبان

Frederic Chopin (1810-1849م) شخصا معتل الجسم، يشعر بشقاء دائم، ولكنه صاغ من حياته المضطربة صورا موسيقية ذات جمال شفاف خارق. وكان شوبان هو الأستاذ الأعظم لتلك الآلة الرومانتيكية، البيانو، وفي هذه الآلة صب مشاعره الجريحة في موسيقى واضحة الأصالة، تتميز بالبلاغة والنفاذ إلى الأعماق، وتجمع بين روعة المظهر وعمق المعنى. وقد وجدت أحواله النفسية التي تراوحت بين الانقباض المظلم، والانبساط الوضاء، تعبيرا عنها في هارمونيات لامعة، وفي تنافرات حادة وتقلبات لحنية مستمرة. ولم تكن موسيقاه إلا صورة شاملة لمشاعره. ولقد كانت تجمعاته النغمية، وإيقاعاته المركبة مشابهة لما نجده عند هوجر فولف من حيث إنه كان رومانتيكيا مجددا مهد الطريق لموسيقى القرن التالي دون أن يشعر.

ولقد كان الموسيقي البلجيكي سيزار فرانك

Cesar Franck (1822-1890م) ومعاصره النمسوي بروكنر أبرز المؤلفين الموسيقيين الدينيين في العصر الرومانتيكي، ولكن إذا كان بروكنر قد وجد في هانسليك ناقدا يحمل عليه، فإن فرانك لم يلق من معاصريه إلا التجاهل المخجل؛ فقد وصف «جونو» سيمفونيته بأنها «إثبات للعجز بولغ فيه إلى حد الإطالة المعاندة.» وقد مات فرانك، كما عاش، موسيقيا منعزلا، على الرغم من أن الكثير مما قاله كان يستحق التقدير، وإن تحتم على هذا التقدير أن ينتظر جيلا جديدا.

وفي موسيقى «كامي سان صانس

Camille Saint Seens » (1835-1921م) الذي امتدت حياته حتى الربع الأول من القرن العشرين، وجدت الرومانتيكية أنقى تعبير عنها في سيمفونياته. أما قصائده السيمفونية التي نسجها حول أفكار أدبية، فهي تقليدية القالب، وأما أوبراته فقد لحنها على نصوص من «الكتاب المقدس» ومن الأدب الكلاسيكي. ولقد كان سان صانس شاعرا أو باحثا أو موسيقيا ألف في جميع فروع الموسيقى على وجه التقريب. وفي الوقت الذي كان فيه عالم موسيقي جديد قد ظهر بالفعل، ظل هذا الموسيقي الباريسي يكتب في مطلع القرن العشرين بنفس أسلوب القرن التاسع عشر.

ولقد كانت باريس هي المركز الثقافي للعالم، وإليها كان يفد الموسيقيون من كل حدب وصوب، بعضهم جاء يستلهمها الوحي، وغيرهم أتى لاجئا سياسيا، وغير هؤلاء وأولئك أقبل لتؤدى فيها موسيقاه. ومن صالونات هذه المدينة العالمية وقاعاتها الموسيقية، ودور الأوبرا فيها انبعثت موسيقى أثرت الحياة الثقافية للحضارة الغربية؛ ففي باريس استحدث جاكومو مايربير

Giacomo Meyerbeer (1791-1864م) الأوبرا الكبيرة (جراند أوبرا)، وجلب الأوبرا الرومانسية إلى فرنسا عندما عرض لأول مرة أوبرا «روبير الشيطان

Robert le Diable » (1831م)، وقد أعجب شعب باريس بهذا الألماني الذي كان يكتب «آريات» وثنائيات (دويتو) غنائية أجمل وأقوى عاطفة من الإيطاليين أنفسهم. وتعجب الباريسيون من مقدرته على فهم أذواق الفرنسيين وإدماجها في أوبراته، بل إنه زاد في عدد أوركسترا الأوبرا، واستحدث وسائل إخراج مسرحية جديدة لتقوية التأثير الدرامي.

Halaman tidak diketahui