84

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

قوله عليه السلام: " بينا أنت أنت صرنا نحن نحن ".

ومما يؤيد أنه تعالى في المرتبة الأحدية هكذا - سواء كان قبل الخلق أو

~~معها، وأنه في تلك المرتبة وحده لا هو هو - أخبار كثيرة منها ما ورد عن

~~الرضا عليه السلام الذي هو مربي أولاد العجم في جواب مسألة عمران على ما

~~رواه شيخنا الصدوق في توحيده، وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام أنه قال

~~بعد كلام: (لم يزل تعالى واحدا لا شيء معه فردا لا ثاني معه، لا معلوما ولا

~~مجهولا، ولا محكما ولا متشابها، ولا مذكورا ولا منسيا) (1)... الخبر،

~~فتبصر.

تذييل تدقيقي وتحقيق منطقي

إعلم أن قولك: أنت أنت، وأنا أنا، وهو هو

~~باصطلاح علم الميزان عند أهل العرفان (2) يستدعي استقلال الموضوع بالقوام

~~واستغناءه عن الجاعل التام، فالممكن ليس له قوام بذاته بل بقيموميته تعالى،

~~فلا يصح عليه هذا الحمل أزلا وأبدا بالحقيقة، وذلك لأنك إذا فتشت عن زيد

~~فزيد إنسان متعين (3) وإذا تفحصت عن الإنسان فهو حيوان متعين (4) وكذلك إذا

~~تدرجت عن الحيوان وسلكت بهذا العنوان لم يتوقف في مرتبة إلى أن ينتهي إلى

~~الجنس الأقصى البسيط، ولما كان قول " ما " و " لم " في البسيط واحدا انتهى

~~لا محالة إلى جاعل الذوات والماهيات بالجعل البسيط، والفاعل لقاطبة

~~الموجودات من دون وسيط * (ألا إلى الله تصير الأمور) * (5).

وبالجملة: في جميع المراتب لا يسعك هذا الحمل بالحقيقة أو مع وجدان

Halaman 150