83

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

المطلب الأول معنى قوله عليه السلام بينا أنت أنت صرنا نحن نحن

اعلم أن الغرض من قوله عليه السلام: " بينا أنت أنت صرنا نحن نحن " بعد ما تذكرت من

~~تحقيق معنى هذا التركيب هو أن الذات الأحدية كان حيث لا جهة فيه ولا جهة،

~~ولا حيث ولا حيث، ولا اسم ولا رشم، ولا نعت ولا وصف، ولا حمل ولا وضع، ولا

~~إشارة ولا عبارة، بل كان هو من دون أن يقال: هو هو بالتكرير، وهي المرتبة

~~اللائقة بالأحدية الحقة الصرفة، تعالى كبرياء ذاته عن وصمة الكثرة حتى من

~~اعتبار الجهة والحيثية، بل قاطبة تلك الكثرات الأسمائية والصفاتية فإنها

~~بعد الذات بمراتب، ويتباعد عنها تباعد الأرض والسماوات بسياسب.

وبالجملة: لما كان في مرتبة الأحدية هكذا وكانت ذاته ذاتا لا علامة، نظر

~~سبحانه إلى نفسه ورأى ذاته بأنه هو، انبجست منه الأشياء كلها وتسبب وجود

~~الحقائق بقضها وقضيضها، وتصيرت الذوات كبيرها وصغيرها، وتذوتت الماهيات

~~عظيمها وحقيرها دفعة سرمدية خارجة عن الكيفية والحيثية متعالية عن الفكرة

~~والروية، مقدسة عن أن يشذ منها شيء صغيرا كان أو كبيرا أو يعزب عنها مثقال

~~ذرة في الأرض والسماء، وهذا هو معنى

Halaman 149