Fatimah Az-Zahra dan Fatimiyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genre-genre
نوبات دون الجنون المطبق في جميع الأحوال، وهذا كله جائز غير مستغرب. أما المستحيل فهو أنه مصاب بالجنون المطبق أو خادع لا عمل له ولا غواية من وراء عمله غير الخداع والتضليل، أو أنه مغفل لا يدري موضع الغفلة من سريرته، وهو يتسلل بالإقناع إلى سرائر المئات والألوف، ومنهم الأذكياء والألباء والحصفاء.
الفصل الرابع عشر
السرية الباطنية
ولعل سيرة شيخ الجبل في نقائضها المعلومة هي ألزم السير للتعريف بمعنى السرية الباطنية أو السرية الإسماعيلية على التخصيص، فهذه السرية كانت تشتد وتتراخى تبعا للعمل الذي ينوطه الإمام بدعاته، لا تبعا للفكرة أو للعقيدة التي يخالفون بها أصحاب الفكر والمعتقدات الأخرى.
كانت السرية تشتد كلما خشى دعاة الإمام في بلاد اعدائهم على أنفسهم وعلى رؤسائهم وأئمتهم، وكانت تشتد كلما كان الكتمان أنجح لمهمتهم وأعون على تشتيت أعدائهم وتبلبل الأفكار فيما حولهم. وكانت تتراخى حتى لا سرية على الإطلاق حيث تكون الدولة دولتهم والأمور مؤاتية لهم ولسياستهم. وقد يعقدون المجالس ويحاضرون في الأندية العامة لإعلان آرائهم وإقناع معارضيهم كلما اطمأن بهم المقام في ديارهم. •••
ومن الجائز أن تكون تلك الأعمال مرتبطة بالعقيدة الخاصة في الإمام حين يكون تعظيم الإمام وتقديسه لازمين لإقناع الداعية أو الفدائي بالهجوم على الخطر ومواجهة المصاعب والأهوال في غير إشفاق على حياته أو حذر من عاقبة أمر، ففي هذه الحالة يتصف الإمام بالقداسة التي توجب على المريد طاعته وتضمن له النجاة في هذه الدنيا أو في الدار الآخرة. وكثيرا ما يستغني الإمام عن المغالاة بقداسته في الأزمنة العصبية التي تلتهب فيها الحماسة الدينية، ويشيع فيها الأمل باقتراب الأوان الموعود وتوالي العلامات والأشراط التي تؤذن بظهور المهدي، وانتصار زمرته على أعدائهم وأعدائه. فإذا شاع في النفوس هذا الأمل فلا حاجة بالإمام إلى عقائد المبالغة والمغالاة في أمره، وحسبه أنه قائد مصدق مطاع يأتمر بدعوته جند مصدقون مطيعون.
وإذا أردنا التوسع الذي يشمل جميع المذاهب وينتظم مذاهب السنة والشيعة جميعا ولا يخص الإسماعيلية أو النزارية وحدها فالخلاف على الإمامة هو محور كل خلاف بين جميع المذاهب من جانب السنة أو من جانب الشيعة. فكل ما عزز ضرورة الإمام الحي فهو من عقائد الشيعة. وكل اختلاف أردنا أن نعرف عقيدة الشيعة فيه فلنرجع بجانبي الرأي إلى محور الخلاف كله، فأيهما كان أقرب إلى ضرورة الإمام الحي فهو من مذهب الشيعة، بغير حاجة إلى البحث الطويل والاستقصاء البعيد. •••
وقد لخص الغزالي هذا الفارق في كتاب المنقذ من الضلال فقال: «الصواب أنه لا بد من الاعتراف بالحاجة إلى معلم، وأنه لا بد أن يكون المعلم معصوما، ولكن معلمنا المعصوم هو محمد
صلى الله عليه وسلم : فإذا قالوا هو ميت فنقول: ومعلمكم غائب، فإذا قالوا: معلمنا قد علم الدعاة وبثهم في البلاد وهو ينتظر مراجعتهم إن اختلفوا أو أشكل عليهم مشكل، فنقول: ومعلمنا قد علم الدعاة وبثهم وأكمل التعلم؛ إذ قال الله تعالى:
اليوم أكملت لكم دينكم
Halaman tidak diketahui