Fatimah Az-Zahra dan Fatimiyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genre-genre
وقال آخر وقد كان ساهيا عن أمر الآخرة:
ما جاءنا أحد يخبر أنه
في جنة مذ مات أو في نار
وأشعارهم كثيرة في مثل هذه الظنون والشكوك والحيرة التي وقعوا فيها عقوبة لهم عندما تركوا وصية ربهم ونصيحة أنبيائهم واتباع علمائهم والحكماء فيما يدعونهم إليه ويرغبون فيه من نعيم الآخرة، ويأمرونهم به من الزهد في الدنيا وينهونهم عنه من الغرور بشهواتهم وعاجل حلاوتها.»
ومنذ القدم عرف عن هذا المذهب الفلسفي أنه مذهب نسك وعفة وعزوف عن الماديات وترفع إلى عالم الروح، وكان أفلوطين صاحبه قدوة لأبناء عصره في العفة والزهد والانقطاع عن شواغل الثروة والجاه، وكان من تلاميذه من يبيع قصوره ونفائسه ليلازمه في معهده ويعيش على مثاله.
ولا غنى عن خلاصة لهذا المذهب ننقلها هنا كما أوردناها في رسالتنا عن الشيخ الرئيس ابن سينا وهي كما يلي:
إنه يتجاوز - أرسطو - أشواطا بعيدة في التنزيه والتجريد، فيرى أن الله - أو الأحد - من وراء الوجود ومن وراء الصفات، لا يعرف ولا يوصف، ولا يوجد في مكان ولا يخلو منه مكان، وكماله هو الكمال الذي نفهمه بعض الفهم بنفي النقص عنه، وهيهات أن نفهمه بإثبات صفة من الصفات؛ لأننا نستطيع أن نقول: إنه لا يكون هكذا ولا نستطيع أن نقول: إنه هكذا يكون.
وقد يتصل به الإنسان في حالة الكشف والتجلي حين تتجاوز الروح جسدها كما يقول، ولكنها حالة لا تقبل التأمل والتفكير، فإذا انقضت فقد يثوب الإنسان بعدها إلى عقله فيتأمل ويفكر وينحدر بذلك من مقام الأحد إلى مقام العقل الذي هو دونه، لأن الأحد فوق العقل وفوق المعقول. ويقول أفلوطين كما يقول أرسطو: إن الله أو «الأحد» لا يشغل بغير ذاته؛ لأنه مستغن بذاته كل الاستغناء. أما العالم فقد نشأ من صدور العقل عن الأحد وصدور النفس عن العقل من هذا التأمل، وإن العقل يعقل الأحد فهو أحد مثله، وإن كان دونه في مرتبة الوجدانية، ثم يعقل ذاته فينشأ من عقله لذاته عقل دونه وهو النفس أو هو القوة الخالقة التي أبدعت هذه المحسوسات.
ومن البديه أن صدور الجسم من الجسم ينقصه ويخرج شيئا منه ينتقل من المعطي إلى الآخذ فينقص بانتقاله، أما صدور الفكرة من العقل فلا تنقصه ولا تجرده من شيء فيه، ومن هذا المثال نفهم صدور العقل عن الأحد الذي لا يعتريه نقص بحال من الأحوال.
والنفس - وهي المرتبة الثالثة في الوجود عند أفلوطين - تتجه إلى العقل فتنجسم معه في مقام التجريد والتنزيه، وتتجه إلى الهيولي فتبتعد عن التجريد والتنزيه، ولهذا تخلق الأجسام وتضفى عليها الصور على سبيل التذكر لما كانت تتأمله وهي في عالم القدرة الكاملة أو عالم الصور المجردة، فهذه المحسوسات هي كالظلال للمعقولات قبل أن تبرزها النفس في عالم المحسوسات، أو هي كأطياف الحالم وهو يستعيد بالرؤيا ما كان يبصره بالعيان.
Halaman tidak diketahui