Fatimah Az-Zahra dan Fatimiyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genre-genre
صلى الله عليه وسلم
فإن الحق بعد فاطمة للحسن والحسين، وليس لعلي في هذا الأمر حق وهما حيان، فإن كان الأمر كذلك فإن عليا قد ابتزهما حقهما وهما صحيحان واستولى على ما لا يجب له.»
قال رواة هذا الحديث: «فما أجابه علي بن موسى بشيء.»
وظاهر أن علي بن موسى قد لزم الصمت هنا على حد قول أبي العلاء:
تلوا باطلا وجلوا صارما
وقالوا: صدقنا؟ فقلنا: نعم!
وإلا فما كان لحجة من أبناء علي وفاطمة - وقد رزقوا اللسن والفصاحة - أن يعجز في هذا المقام عن الكلام الذي يقال في الرد على كلام المأمون، وأقربه على اللسان أن عليا إن كان قد استولى على حقه فهم ورثته، وإن كان قد استولى على غير حقه فهم أصحاب الحق، وقد سمع خلفاء بني العباس كلاما كهذا وأشد من هذا من الخارجين عليهم باسم العلويين والفاطميين، وأيسره أن أحدا من جدود بني العباس في حياة الحسن والحسين لم يطلب الخلافة حين طلباها.
إلا أن دعاة الدولة العباسية إنما كانوا يدعون دعوى العلويين بمثل حجة المأمون ولا يتعرضون لصحة النسبة ولا يجسرون على محاربة الولاء للمنتسبين إلى الزهراء، إلا أن يدعوا عليه أنه حمل السيف وخرج للقتال أو أعلن العصيان.
قال العتبي: «كان بين شريك القاضي والربيع حاجب المهدي معارضة، فكان الربيع يحمل عليه المهدي فلا يلتفت إليه، حتى رأى المهدي في منامه شريكا القاضي مصروفا وجهه عنه، فلما استيقظ من نومه دعا الربيع وقص عليه رؤياه فقال: يا أمير المؤمنين؟ إن شريكا مخالف لك، وإنه فاطمي محض. قال المهدي: علي به! فلما دخل عليه قال له: يا شريك بلغني أنك فاطمي؟ قال شريك: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تكون غير فاطمي. إلا أن تعني فاطمة بنت كسرى! قال: ولكني أعني فاطمة بنت محمد
صلى الله عليه وسلم . قال شريك: أفتلعنها يا أمير المؤمنين؟ قال المهدي: معاذ الله! قال: فماذا تقول فيمن يلعنها؟ قال: عليه لعنة الله؟ قال فالعن هذا - وأشار إلى الربيع - فإنه يلعنها. قال الربيع: والله يا أمير المؤمنين ما ألعنها. فقال شريك: يا ماجن! فما ذكرك لسيدة نساء العالمين وابنة سيد المرسلين في مجلس الرجال؟ قال المهدي: دعني من هذا. فإني رأيتك في منامي كأنك مصروف عني وقفاك إلي، وما ذلك إلا بخلاف علي، ورأيت في منامي كأني أقتل زنديقا؟ قال شريك: إن رؤياك يا أمير المؤمنين ليست برؤيا يوسف الصديق صلوات الله على محمد وعليه، وإن الدماء لا تستحل بالأحلام، وإن علامة الزندقة بينة. قال: وما هي: شرب الخمر والرشى في الحكم ومهر البغي. قال: صدقت، والله يا أبا عبد الله، أنت والله خير من الذي حملني عليك.» •••
Halaman tidak diketahui