Fatimah Az-Zahra dan Fatimiyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genre-genre
4
قرباها، وهما مسألة الخلافة بعد النبي ومسألة الميراث من فيئه، وإحداهما مما نسميه في لغة عصرنا بالسياسة العليا، والأخرى مما نسميه بسياسة الحكومة المالية أو الاقتصادية، ولكل منها جوانب متفرعة يعالجها مؤرخ الحوادث والسياسة من نحوها. أما في الدراسات النفسية فالمهم فيهما وفي غيرهما هو ما تترجمان عنه من خلائق صاحبة السيرة، وما تترجمان عنه حين نوجزه هو قوة إيمان بحقها تثبت عليها و«شخصية» مستقلة لا يهمل لها حساب.
الفصل السادس
وفاتها
قلنا في «عبقرية محمد»:
حفظ النوع سر من أسرار الحياة الكبرى التي دقت عن الفهم وحارت في تعليلها عقول الأساطين من أهل العلم والحكمة، وهو لا ريب يجري على قانون مطرد في جميع طبقات الأحياء، وإن كنا لا نعلم كنهه ولا نسبر عمقه ولا نزيد على استقصاء بعض الملاحظات التي تقارب الحقيقة، أو هي أقرب ما نستطيع الوصول إليه.
وأهم هذه الملاحظات التقريبية أنه يجري على سنة المكافأة والتعويض في معظم حالاته، فيقابل النقص في جانب بالزيادة في جانب آخر، ويقابل القصور في مزية من المزايا بالإتقان في مزية أخرى. •••
فالأحياء السفلى عرضة للعطب الكثير في طور الولادة والحضانة، فيقابل هذا أن الأحياء السفلى ترسل ذرياتها بالألوف وألوف الألوف، فيبقى منها القليل الكافي لدوام النوع بعد فناء الكثير.
والأحياء العليا يقل عدد المولود منها في البطن الواحد، فيقابل هذا أن تطول حضانتها والعناية بها، وتجد من وسائل الصيانة ما يعوض الكثرة في الأحياء السفلى.
ويغلب أن يزيد النسل حين تكون زيادة النسل هي الوسيلة الوحيدة التي يستطيعها الفرد لخدمة نوعه وضمان دوامه، فإذا تيسرت للفرد وسائل مختلفة لخدمة نوعه فقد يجود ذلك على نسله وينتقص من قسمة في أبنائه، كأنما خدمة النوع ضريبة مفروضة على كل فرد في صورة من الصور، فإذا أداها في صورة أعفى منها في الصور الأخرى، أو كأنما هي مواهب وأرزاق لا يستوفيها الفرد الواحد إلا بثمن غال يحسب عليه، ويؤدي حسابه للنوع على نحو من الأنحاء.
Halaman tidak diketahui